إسرائيل تخشى من أن تتحول التظاهرات في منطقة الحدود مع سورية إلى تظاهرات أسبوعية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

يخشى كبار المسؤولين في إسرائيل من أن تتحوّل التظاهرات التي جرت أمس (الأحد) بمحاذاة بلدة مجدل شمس وفي مدينة القنيطرة في منطقة الحدود مع سورية في مناسبة "يوم النكسة" إلى تظاهرات أسبوعية، وذلك على غرار التظاهرات الأسبوعية التي تجري ضد الجدار الفاصل في بلدة بلعين القريبة من رام الله، وأن تصبح بالتالي نقطة صدام دائمة مع قوات الجيش الإسرائيلي.

وقد صدرت تعليمات صارمة إلى قوات الجيش الإسرائيلي تقضي بعدم تمكين أي متظاهر من اختراق الحدود.

ويؤكد عدد من هؤلاء المسؤولين أن هذه التظاهرات توفّر حلاً لإحدى المشكلات الرئيسية التي يواجهها الرئيس السوري بشار الأسد، وهي مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

وقال مقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن ما جرى أمس (الأحد) في هضبة الجولان هو محاولة فلسطينية مدعومة من عناصر خارجية لإغراق إسرائيل باللاجئين عبر حدودها، وبذا يتم نقل مشكلة هؤلاء اللاجئين إلى ملعب الدولة اليهودية، مؤكدين أن "هذا الوضع لا يمكن تحمله".

ويؤكد كبار المسؤولين في إسرائيل أن مشكلة اللاجئين يجب أن تُحلّ في إطار الدولة الفلسطينية التي ستُقام لا في تخوم دولة إسرائيل، مشددين على أن إسرائيل ستدافع عن حدودها وتحافظ عليها شأنها شأن الدول ذات السيادة كلها في العالم أجمع، ولن تسمح لأي شخص كان باختراق هذه الحدود.

وكانت إسرائيل قد وجهت تحذيراً إلى كل من لبنان وسورية والأردن من مغبة السماح بتظاهرات تنطلق نحو المناطق الحدودية شبيهة بتلك التي حدثت في "يوم النكبة" [في 15 أيار/ مايو الفائت]، وعلى ما يبدو فإن اللبنانيين استوعبوا هذا التحذير ومنعوا أي تظاهرات عنيفة، أمّا السوريون فقد أججوا هذه التظاهرات لأنها تخدم مصالح خاصة بهم.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس (الأحد) أن المسؤولية عن هذه التظاهرات وعن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بلغ 22 قتيلاً و350 جريحاً وفقاً لتقارير التلفزيون السوري، تقع على عاتق الذين اشتركوا فيها، وعلى عاتق الذين شجعوهم على القيام بها.

أمّا المسؤولون في ديوان رئيس الحكومة فأكدوا أن أحداث "يوم النكسة" لم تتم من أجل إحياء ذكرى مرور 44 عاماً على اندلاع حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967] وإنما من أجل إحياء ذكرى 1948 التي أقيمت فيها دولة إسرائيل وذلك بهدف تقويض شرعية وجودها.

من ناحية أخرى أصدرت وزارة الخارجية الأميركية أمس (الأحد) بياناً دعا الأطراف كلها، بما في ذلك إسرائيل، إلى ضبط النفس. وجاء في هذا البيان: "إننا نعرب عن قلقنا البالغ جراء الأحداث التي وقعت في هضبة الجولان والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وندعو الأطراف كلها إلى أن تتصرف بانضباط وأن تمتنع من القيام بأي أعمال استفزازية". لكن البيان شدّد على حق إسرائيل في الدفاع عن حدودها.

ونقلت صحيفة "معاريف" (6/6/2011) عن ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي قوله إن الفلسطينيين في سورية كسروا حاجز الخوف، وأنه من الآن فصاعداً من المتوقع أن تصبح منطقة مجدل شمس رمزاً للكفاح. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكان استمرار التظاهرات في هذه المنطقة، الأمر الذي قد يلزمه بمرابطة قوات عسكرية دائمة في المنطقة.

ووفقاً للصحيفة فإن مسؤولين كباراً في الجيش الإسرائيلي اتهموا السلطة في سورية بتدبير التظاهرات يوم أمس (الأحد) من أجل صرف الأنظار عن الأحداث القاسية التي تقع في سورية والتي تسفر يومياً عن سقوط مزيد من القتلى والجرحى.