· لم تعد هضبة الجولان الجبهة الأكثر هدوءاً بالنسبة لإسرائيل. ووفقاً لتقدير الموقف السائد في إسرائيل فإنه ما دام الرئيس السوري بشار الأسد يخوض حرباً من أجل الحفاظ على بقائه في السلطة فإن هضبة الجولان ستبقى في صدارة الأحداث، وذلك كي يصرف أنظار العالم كله عن الأزمة العميقة المتفاقمة داخل سورية نفسها.
· ويدعي خبراء غربيون مقربون من السلطة السورية أن الشهر الحالي يعتبر حرجاً للغاية بالنسبة للأسد، ولذا فإن جيشه يقوم بتصعيد أعمال العنف التي يمارسها في المدن السورية، بينما من المتوقع أن تستمر التظاهرات الاستفزازية في منطقة الحدود مع إسرائيل فترة طويلة.
· وما يجب قوله إزاء ذلك هو أن الجيش الإسرائيلي لا يملك أي وسائل لمنع محاولات اختراق الحدود غير إطلاق النار على المتظاهرين، وقد انتهى الأمر يوم أمس (الأحد) بسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وربما سينتهي بسقوط قتلى أكثر في وقت لاحق.
· وأشارت استنتاجات الدراسة الأولية التي جرت أمس (الأحد) في قيادة الجيش الإسرائيلي إلى أن المتظاهرين الفلسطينيين الذين أتوا إلى منطقة مجدل شمس والقنيطرة يتحلون بقدر كبير من الإصرار والتضحية، الأمر الذي ربما يتسبب بتعقيدات كثيرة في حال استمرار المواجهة بينهم وبين قوات الجيش الإسرائيلي.
· على صعيد آخر علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكان استمرار المواجهات مع الفلسطينيين في منطقة الحدود مع سورية وفي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يومين آخرين. في الوقت نفسه لا بُد من الإشارة إلى أن الأوضاع في الضفة الغربية بقيت خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية التي تقوم بالتنسيق الكامل مع إسرائيل، وذلك باستثناء التظاهرات العنيفة التي جرت في منطقتي قلنديا والولجة، وهما منطقتان غير خاضعتين للسلطة الفلسطينية ولا حتى لإسرائيل.
· وإذا ما أضفنا حقيقة سيطرة السلطة الفلسطينية على الأوضاع في الضفة الغربية إلى وقائع أخرى مثل قيام السلطة في كل من لبنان ومصر بمنع انطلاق تظاهرات نحو منطقتي الحدود مع إسرائيل، وسماح الأردن بإجراء تظاهرة قبالة السفارة الإسرائيلية في عمان فقط ومنع توجهها نحو جسر اللنبي، فإن ما يمكن قوله هو أن أحداث "يوم النكسة" أمس (الأحد) كانت فاشلة مقارنة بأحداث "يوم النكبة" في 15 أيار/ مايو الفائت.