من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في سياق خطاب سياسي ألقاه في الكنيست مساء أمس (الاثنين) في أثناء جلسة خاصة عٌقدت في مناسبة ذكرى وفاة بنيامين زئيف هرتسل، إن حكومته على استعداد لتحقيق سلام قائم على حلول وسط وعلى تنازلات عن أجزاء من الوطن شرط أن يكون سلاماً حقيقياً. لكنه أكد، في المقابل، أن تشكيل حكومة فلسطينية يتألف نصفها من حركة "حماس" لن "تكون شريكاً للسلام".
وأضاف نتنياهو أن استمرار النزاع مع الفلسطينيين ناجم عن سبب واحد هو عدم اعترافهم حتى الآن بحق دولة إسرائيل في الوجود. فهذا النزاع، بحسب نتنياهو، لا يتصل بحدود 1967 وإنما يتعلق بما جرى سنة 1948، والمقصود بذلك إقامة دولة إسرائيل، ولذا فإن الأحداث العنيفة الأخيرة [أحداث يوم النكبة] اندلعت في ذكرى استقلال إسرائيل، لا في ذكرى حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967].
وأشار رئيس الحكومة إلى أن الفلسطينيين يعتبرون يوم استقلال إسرائيل "يوم نكبة"، لكن نكبتهم "كامنة في أنه لم تنشأ لديهم قيادة استوعبت ضرورة التوصل إلى حل وسط، وضرورة الاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، وإزاء ذلك يتعين علينا عدم دفن رؤوسنا في الرمال، وإنما تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية والقول إن السلام لم يتحقق لأن الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي".
وادعى نتنياهو أن معظم الجمهور الإسرائيلي يؤيد مواقفه الأساسية بشأن ضرورة الدفاع عن إسرائيل وأمنها وحدودها، ومنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، ومبادئ عملية السلام مع الفلسطينيين.
وعرض رئيس الحكومة مبادئ التسوية التي يتطلع إليها [وذلك عشية توجهه إلى واشنطن يوم الخميس المقبل لعقد لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وإلقاء خطاب سياسي في الكونغرس الأميركي]، وهي المبادئ التالية: أولاً، اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي؛ ثانياً، أن تؤدي التسوية الدائمة إلى نهاية النزاع ووضع حد للمطالب؛ ثالثاً، أن يتم حل قضية اللاجئين الفلسطينيين خارج تخوم دولة إسرائيل؛ رابعاً، أن تُقام الدولة الفلسطينية من خلال التوصل إلى اتفاق سلام وأن تكون منزوعة السلاح وأن تحتفظ إسرائيل بحق المرابطة العسكرية لفترة طويلة على طول نهر الأردن، خامساً، أن تبقى الكتل الاستيطانية الكبرى [في الضفة الغربية] خاضعة للسيادة الإسرائيلية؛ سادساً، أن تبقى القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل.
وتطرّق نتنياهو أيضاً إلى التظاهرات التي جرت في بلعين يوم السبت الفائت لافتاً إلى اشتراك طفلة فلسطينية فيها وهي تحمل مفتاحاً كبيراً ومؤكداً أن كل فلسطيني يدرك أن هذا المفتاح هو "رمز لمفاتيح بيوتنا في كل من يافا وحيفا والرملة وعكا، ولذا فإن الجذر الحقيقي للنزاع كامن في عدم الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية لا في عدم إقامة دولة فلسطينية".
وتوجّه رئيس الحكومة في ختام خطابه إلى أعضاء الكنيست من المعارضة داعياً إياهم إلى تنحية خلافاتهم مع الحكومة جانباً وإلى الالتفاف حولها للدفاع عن المصالح العليا للدولة.
وألقت رئيسة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة كاديما] خطاباً في الجلسة نفسها، واعتبرت أن رئيس الحكومة سيسافر إلى واشنطن من دون رؤية أو خطة سياسية واضحة، وأن إسرائيل في ظل زعامة نتنياهو باتت ضعيفة ويائسة، وأن كتب التاريخ ربما ستسجل قيام دولة فلسطينية في أثناء ولاية نتنياهو.
وأشارت ليفني إلى أن وظيفة الزعيم هي أن يكون صاحب مبادرة سياسية لا أن يحذّر من مغبة المخاطر فحسب، كما يفعل نتنياهو، مشددة على أنها لا تنوي الانضمام إلى الحكومة الحالية التي يلحق رئيسها أضراراً كبيرة بدولة إسرائيل. واعتبرت أن الوحدة التي تهدف إلى الحفاظ على كرسي رئاسة الحكومة هي وحدة غير لائقة مطلقاً.
من ناحية أخرى، أكدت ليفني أنها ستستمر في الدفاع عن ضرورة بقاء الكتل الاستيطانية الكبرى تحت السيادة الإسرائيلية، وضرورة بقاء القدس عاصمة لإسرائيل، وضرورة حل قضية اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود دولة إسرائيل، لافتة إلى أن إسرائيل يمكنها عن طريق طرح مبادرة سياسية جديدة أن تغير الوضع قبل أيلول/ سبتمبر المقبل الذي من المتوقع أن تحصل الدولة الفلسطينية فيه على اعتراف دولي بضرورة إقامتها في حدود 1967.