على نتنياهو أن ينأى بنفسه عن مواقف ليبرمان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

  • أدى تصاعد الاحتجاج الاجتماعي والمطلبي إلى زيادة المساعي الهادفة إلى تحويل الانتباه عن موضوعات الساعة نحو أولويات أخرى. فقد سارع رئيس الحكومة ووزير المالية إلى الاهتمام بالأزمة في الأسواق المالية في أعقاب خفض درجة الائتمان للقروض في الولايات المتحدة الأميركية، كما حاول وزير الخارجية استغلال الأزمة السياسية المنتظرة بعد قرار الأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من أجل خدمة أغراضه. فأعلن أول أمس أن السلطة الفلسطينية تخطط بعد التصويت في الأمم المتحدة للقيام بـ"أعمال عنف دموية لم نشهدها من قبل". ودعا زعيم حزب إسرائيل بيتنا إلى قطع العلاقات مع السلطة، ويأتي ذلك بعد أسابيع من تهديده بالغاء اتفاق أوسلو.
     
  • وتتناقض التصريحات العلنية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع توقعات ليبرمان. وتشير مصادر موثوق بها إلى المساعي الكبيرة التي تبذلها القيادات في الضفة الغربية من أجل أن يبقى الاحتجاج المتوقع بدؤه الشهر المقبل ضمن إطار الاعتصامات والتظاهرات السلمية. وبالأمس أعرب صائب عريقات رئيس الطاقم الفلسطيني للمفاوضات عن استغرابه كيف يمكن تصوير مبادرة سياسية مشروعة للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967 إلى جانب إسرائيل، أنها محاولة لسفك الدماء.
     
  • ويُذكر هنا أن صائب عريقات ساهم بصورة فاعلة في المحاولات التي بذلها شمعون بيرس من أجل استئناف المفاوضات بشأن الحل الدائم، وذلك في إطار محاولات اللحظة الأخيرة الحؤول دون حدوث أزمة في أيلول/سبتمبر. وقد أدى رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية علناً حدود 67 أساساً للمفاوضات، ومطالبته الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، إلى فشل هذه المساعي.
     
  • إن محاولة الوزير ليبرمان إثارة مخاوف الناس بهدف تحويل الاهتمام عن النضال الجاري لتغيير سلم الأولويات الاجتماعي –  الاقتصادي، باتت مكشوفة. ويبدو أن رئيس الحكومة نفسه لا يميل إلى الأخذ باقتراحات ليبرمان الغريبة التي من شأنها ترك الضفة الغربية تغرق في الفوضى، الأمر الذي سيجبر إسرائيل على تحمّل المسوؤلية عما سيحدث لسكان الضفة الغربية كلهم. لكن في حال لم يتحفظ نتنياهو عن محاولات ليبرمان زرع الشقاق والانقسامات، فإنه سيجد نفسه عاجزاً عن القيام بالتزاماته من أجل ضمان السلام والأمن.