مخاوف إسرائيلية من سيطرة الفوضى وعناصر القاعدة بعد سقوط نظام بشار الأسد
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

.......

·       يوشك نظام بشار الأسد على الانهيار، ولا يزال السيناريو الأكثر ترجيحاً لما بعد سقوط الأسد هو الفوضى. ففي اليوم الذي سيتنحى فيه الأسد، ستتحول سورية إلى ساحة حرب وفوضى يتقاتل فيها الجميع بعضهم ضد بعض، وسيصبح عدم الاستقرار فوق الاحتمال، ومن الممكن جداً أن تتمركز القاعدة على الحدود مع سورية مثلما ينتشر حزب الله على الحدود مع لبنان. فهل لو كان هناك اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية لكانت حظوظ مثل هذا السيناريو قليلة؟

·       إن اتفاق سلام بين سورية وإسرائيل هو في الواقع اتفاق سلام أيضاً بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبين سورية والولايات المتحدة. وفي الحقيقة لو جرى التوصل إلى مثل هذا الاتفاق في واحدة من هذه المناسبات الثلاث، أي في سنة 1995 أو في سنة 1998 أو في سنة 2000، لكانت سورية تحولت إلى دولة ذات جيش غربي - أميركي، وقطعت علاقاتها بإيران والصين وروسيا وكوريا الشمالية، ولكان الجيش السوري تحول إلى جيش يشبه الجيش المصري، ولكان هذا الأمر قد أدى إلى وقف الدعم العسكري لحزب الله ولبنان أصبح دولة مستقلة بكل معنى الكلمة.

·       إذا ما تأملنا بإمعان في ما يجري في مصر، نرى التالي: الجيش المصري هو اليوم عنصر الاستقرار الأساسي  في منطقة الشرق الأوسط، وهذا حال الجيش التركي الذي هو أيضاً ذو توجهات غربية، والذي يشكل عنصر استقرار إقليمي مع الجيش المصري.

·       لو كانت سورية وقعت اتفاقاً للسلام مع إسرائيل، فإنها كانت ستفعل ذلك مع الولايات المتحدة، ومن المحتمل جداً أنها كانت عندئذ ستكون في وضع شبيه بالوضع المصري، ولكانت هضبة الجولان شبيهة بسيناء، ويمكن بالتالي معالجة الوضع فيها بصورة مشابهة.

·       لكن في سورية اليوم جيش معاد للغرب، أي جيش إيراني، يدافع عن بقائه في وجه الثوار. فلو كان هذا الجيش غربي التوجهات لوقف على الأرجح على الحياد وحاول إقامة حكم ديمقراطي في سورية، مثلما حدث في مصر. ولكان من المحتمل جداً حينئذ، بدلاً من الفوضى الشاملة التي تنتظرنا في سورية وسيطرة القاعدة والجهاد وغيرهما، أن نكون أمام نظام تسيطر عليه القاعدة لكن تحت الرقابة العسكرية للجيش السوري الغربي التوجهات، وهو أمر يختلف تماماً عن الفوضى الشاملة التي تنتظرنا في الشمال، والتي ليس في استطاعة أحد أن يتوقع إلى أين يمكن أن تقودنا.