أعربت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، في تصريحات خاصة أدلت بها إلى صحيفة "معاريف" أمس (الثلاثاء)، عن امتعاضها الشديد من آخر التصريحات الصادرة عن كل من وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتين ديمبسي، بشأن إيران، وبشأن احتمال إقدام إسرائيل على شن هجوم عسكري عليها لكبح برنامجها النووي.
وقالت هذه المصادر إن هذه التصريحات من شأنها أن تردع إسرائيل، وأن تشجع إيران على المضي قدماً في تطوير برنامجها النووي من دون أن تخشى من أي شيء.
وكان بانيتا قد أكد، في سياق مؤتمر صحافي خاص عقد أمس (الثلاثاء) في مقر وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن واشترك فيه أيضاً الجنرال ديمبسي، أنه يجب الاستمرار في المسار الدبلوماسي لكبح البرنامج النووي الإيراني. وقال ديمبسي، من ناحيته، إن أقصى ما يمكن أن يؤدي إليه هجوم عسكري إسرائيلي على إيران، في حال شنته بمفردها، هو إرجاء إنتاج أول قنبلة نووية إيرانية عدة أعوام، مؤكداً أن إسرائيل لا تملك قدرة كافية على تدمير البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف وزير الدفاع الأميركي أنه لا يعتقد أن إسرائيل اتخذت في الوقت الحالي أي قرار حاسم بشأن شن هجوم عسكري على إيران، وأشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت مؤخراً مزيداً من العقوبات على طهران وهي تؤثر فيها، وإلى أن الأسرة الدولية موحدة في معارضتها امتلاك إيران أسلحة نووية من أي نوع كان.
على صعيد آخر علمت صحيفة "معاريف" أن عدداً من المسؤولين الأميركيين أكد، خلال المحادثات التي جرت في الآونة الأخيرة مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، أن لجوء إسرائيل إلى التحذير من مغبة وصول البرنامج النووي الإيراني إلى ما يسمى بـ "مرحلة الحصانة" يهدف إلى تعزيز الرأي الداعي إلى شن هجوم عسكري من جانب واحد على إيران.
وأضاف هؤلاء المسؤولون الأميركيون أن الإيرانيين لن ينجحوا حتى نهاية العام الحالي كما تدعي إسرائيل في تحصين كل منشآتهم النووية، وسيستغرق هذا الأمر عدة أعوام.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك هو الذي يُكثر في الفترة الأخيرة من استعمال مصطلح "الحصانة النووية"، وذلك كي يؤكد أن الوقت المتعلق بكبح البرنامج النووي الإيراني آخذ في النفـاد.