من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الأهمية الرمزية لمقتل أسامة بن لادن أكبر من الأهمية العملية، فقد استطاع زعيم القاعدة أن يؤثر في أحداث العالم خلال العقد الماضي أكثر من أي رجل آخر. وبناء على توجيهاته وقعت هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 التي تسببت بالتدخل العسكري الأميركي في أفغانستان، وأيضاً بصورة غير مباشرة في العراق.
· وقد اتخذ الإرهاب على طريقة بن لادن شكلاً جديداً، فلم تعد قيادته وقواعد تدريبه موجودة في الساحة الباكستانية ـ الأفغانية، وإنما باتت خلاياه تنشط بصورة مستقلة أو من خلال تعاون ضئيل بين شبكات متباعدة بعضها عن بعض. إن موت الزعيم الروحي للقاعدة لن يطفىء نيران التشدد التي تغذي هجمات أنصار القاعدة ضد أهداف غربية وإسرائيلية ويهودية في سعيهم لتحقيق سيطرة الإسلام على العالم.
· وسينعكس اغتيال بن لادن قبل كل شيء على الساحة الداخلية الأميركية، إذ سيجد منتقدو الرئيس أوباما من الجمهوريين صعوبة في توجيه الانتقادات إليه مثلما كانوا يفعلون في الماضي. فهم اليوم يتحدثون ملتحفين بالعلم الأميركي، أمّا أوباما فيعمل، ويعقد الاجتماعات الأمنية السرية، ويدرس المعطيات الاستخباراتية ووجهات النظر السياسية، ثم يقرر وينفذ.
· صحيح أن العملية الأخيرة تطلبت أعواماً من بناء القدرة التي استطاعت في النهاية تحديد الموقع المعزول والنائي [الذي كان بن لادن يختبىء فيه]، إلاّ إن الرئيس أوباما لم يكن موجوداً في الطوافات، كما أنه لم يكن على الأرض مع القوة التي اقتحمت المكان. لكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن مَن يتخذ القرار هو مَن يتحمل المجازفة السياسية، وقد تجرأ أوباما على القيام بالمهمة ونجح فيها.
· إن هذا كله لن يضمن نجاح أوباما في انتخابات 2012، فجورج بوش الأب حقق نجاحاً كبيراً في حرب العراق [سنة 1991] لكنه خسر الانتخابات أمام بيل كلينتون بعد عام ونصف عام. وعلى الرغم من ذلك، فإن ما حدث سيردع المرشحين المحتملين للرئاسة الذين قد يجدون أن خوض المعركة الانتخابية في مواجهة أوباما خاسرة مسبقاً. أمّا على صعيد السياسة الخارجية والأمنية فإن اغتيال بن لادن سيسهل على أوباما الانفصال، بالتدريج، عن أفغانستان، ومواصلة عملية قطع الصلة بالعراق، وتقليص موازنة البنتاغون.
· إن نبأ مقتل بن لادن يُعد أمراً مشجعاً بالنسبة إلى إسرائيل التي شكلت هدفاً للقاعدة. كذلك يجب أن يحث تعزيز قوة إدارة أوباما داخلياً إسرائيل على تدخل أكثر حزماً من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط. وفي حال لم يستوعب بنيامين نتنياهو ومحمود عباس ذلك، عليهما أن يسمعا هذا الأمر من أوباما شخصياً.