· يمكن القول إن حملة ملاحقة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من جانب الدولة الأعظم في العالم لم تكن ناجمة عن دوافع أمنية فحسب، بل أيضاً عن غريزة بدائية هي غريزة الانتقام، ومع ذلك فإن مقتله يعتبر تحقيقاً للعدالة الأكثر أخلاقية في العالم.
· ولا عجب في أن الجمهور الأميركي العريض خرج للاحتفال بعملية القضاء عليه من خلال تظاهرات عفوية في الشوارع، ذلك بأن هذه التظاهرات تعكس ردة فعل صحية وطبيعية لأمة ترغب في الحياة.
· تجدر الإشارة إلى أن الاتصالات التي كان رجال أجهزة الاستخبارات الأميركية يقومون بها مع نظرائهم في العالم أجمع، بما في ذلك إسرائيل، على مدار الأعوام العشرة الفائتة [منذ تنفيذ عمليات 11 أيلول/ سبتمبر 2001] كانت تترك انطباعاً بأن الولايات المتحدة على استعداد لأن تبيع إحدى ولاياتها من أجل أن تقضي على بن لادن.
· وقد اشتركت أجهزة الاستخبارات في العالم كله، بما في ذلك جهاز الموساد الإسرائيلي، في حملة ملاحقة بن لادن. لكن ما يجب قوله هو إن استمرار حملة من هذا القبيل نحو عشرة أعوام يشكل دليلاً على حدود القوة.
· صحيح أن بن لادن نفسه قُتل، لكنه ترك وراءه إرثاً وشبكة واسعة من الناشطين "الإرهابيين" في أنحاء العالم كافة. ولا شك في أن هذه الشبكة ستحاول أن تنتقم لمقتله على وجه السرعة، وستكون عملية الانتقام هذه بمثابة إشهار بطاقة هوية ورثته.
· إن الأهداف التي اختارت المنظمات "الإرهابية" المرتبطة بتنظيم القاعدة أن تتعرّض لها هي أساساً أهداف غربية، وكذلك أهداف في بعض الأنظمة العربية، كما حدث في المغرب أخيراً.
· ومع أن إسرائيل لم تكن حتى الآن هدفاً رئيسياً لهذه المنظمات، إلاّ إنه في حال توفر فرصة عرضية لتنفيذ عملية "إرهابية" ضد هدف إسرائيلي فإن هذه المنظمات لن تتردد في تنفيذها.