من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· بعد تصريحات أوباما، وزيارة رومني لإسرائيل، ومجيء وذهاب بانيتا، هل في استطاعة الحكومة الإسرائيلية أن تكون على ثقة بأن الولايات المتحدة ستستخدم قوتها العسكرية، كحل أخير، من أجل منع إيران من الحصول على السلاح النووي؟ تقول الإدارة الأميركية أنها تلتزم بسياسة كبح إيران، وإن الجيش الأميركي يُعد لخيار عسكري، فلماذا والحال هذه لا نستطيع الاعتماد على أميركا؟
· إن احتمال أن تستخدم الولايات المتحدة جيشها في مواجهة إيران ليس احتمالاً ضئيلاً. لقد قال الرئيس باراك أوباما إن إيران النووية تشكل خطراً على أمن الولايات المتحدة لأنها ستتسبب بسباق على التسلح النووي، وبانتقال السلاح النووي إلى التنظيمات الإرهابية التي تسعى لضرب الأهداف الأميركية، فضلاً عن الأهمية التي يوليها الأميركيون لحماية مصادر الطاقة في دول الخليج، ولا سيما أن السعودية، التي تتوقع أن تكبح الولايات المتحدة إيران، تستطيع الضغط على واشنطن من خلال رفع أسعار النفط في العالم. وبالإضافة إلى هذا كله، يوجد في الثقافة الأميركية ما يسمى "ضرورة القيام بالعمل الصائب"، وأغلبية الأميركيين تعتبر أن إيران النووية أمر سيئ وخطر.
· في المقابل، من المحتمل أل تقرر الولايات المتحدة عدم خوض الحرب، حتى لو كان الثمن تحول إيران إلى دولة نووية، ومن دون أن يكون لهذا القرار علاقة بمستوى تحصين المشروع النووي الإيراني. ففي الفترة الحالية تعطي الولايات المتحدة الأفضلية لشرق آسيا، وباتت توشك على تقليص اعتمادها على النفط العربي. لذا، فحتى لو كانت تملك القدرة العسكرية الجوية على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، فليس مؤكداً أنها مستعدة للمخاطرة بتدخل عسكري واقتصادي جديد في الشرق الأوسط، وبصورة خاصة بعد تجربة العراق، وفي الوقت الذي لا تزال فيه قواتها في أفغانستان. ناهيك عن أن الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة والدين القومي من شأنهما أن يرجحا الكفة المعارضة لعملية عسكرية ضد إيران.
· باستثناء غزو العراق، الذي جاء في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، لم تخض الولايات المتحدة حرباً من أجل منع دول خطرة من امتلاك السلاح النووي، فهي لم تتدخل في باكستان عندما أنتجت أول قنبلة نووية إسلامية، ودانت إسرائيل لقصفها المفاعل العراقي سنة 1981، ولم تتحرك ضد المشروع النووي الجديد لصدام حسين إلى أن قام بغزو الكويت سنة 1990. كذلك لم تتحرك الولايات المتحدة ضد كوريا الشمالية بعد أن طورت سلاحاً نووياً، كما لم تتحرك ضد المشروع النووي السوري سنة 2007. وعملياً، وفي كل مرة كانت فيها الولايات المتحدة أمام اللحظة الحاسمة، كانت تختار القبول بتحول الدول المارقة إلى دول نووية على أن تخوض حرباً ضدها.
· إن التصريحات الأميركية بشأن منع إيران من التحول إلى دولة نووية ليست مجرد كلام دعائي، وإنما تكشف نيات حقيقية. لكن القرار بهذا الشأن سيتخذ عندما يحين الوقت لذلك، وبالاستناد إلى الوقائع والمصالح وليس استناداً إلى النيات والتصريحات السابقة. والسؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: عندما يحين وقت الحسم، هل ستتوفر الشروط التي من شأنها أن تدفع متخذي القرارات في الولايات المتحدة إلى شن عملية عسكرية ضد إيران؟ من المحتمل أن يحدث ذلك، لكنه ليس أمراً أكيداً. انطلاقاً من هنا، يبدو أن القادة الإسرائيليين سيضطرون الى اتخاذ قرارهم في هذا الجو من عدم اليقين.