· يمكن القول إن حزب الله ما كان ليقدم على تهريب أسلحة إلى إسرائيل، بالكمية التي كُشف النقاب عنها أمس (الأربعاء)، من دون تحضير بنية تحتية "إرهابية" عملانية تقوم باستعمال هذه الأسلحة لتنفيذ عملية مسلحة كبيرة. وبالتالي فإن الاستنتاج المطلوب هو أن هناك خلية "إرهابية" تعمل لمصلحة هذا الحزب، ولم يتم إلقاء القبض عليها بعد.
· وثمة احتمال بأن يكون أعضاء هذه الخلية من عرب إسرائيل، أو من سكان المناطق [المحتلة]، أو من سكان القدس الشرقية. ويمكن أن يكون أعضاؤها نشيطين من حزب الله تسللوا إلى إسرائيل، أو ينوون أن يتسللوا إليها كسياح مثلاً، بهدف تنفيذ عملية مسلحة فيها.
· تجدر الإشارة أيضاً إلى أن تاريخ العمليات المسلحة التي يخطط حزب الله لتنفيذها ضد إسرائيل يدل على وجود علاقة وثيقة بين هذه العمليات وبين تجار المخدرات، حيث يقوم هذا الحزب باستغلالهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة لأهدافه "الإرهابية" من خلال إغرائهم بالمال. وقد أصبح المسؤولون في إسرائيل يدركون أن الحرب التي يخوضونها ضد تهريب المخدرات في منطقة الحدود مع لبنان هي في الوقت نفسه حرب ضد "الإرهاب".
· لكن لا بد من القول إن كشف قضية تهريب أسلحة من حزب الله إلى قرية الغجر ونقلها إلى مدينة الناصرة لا تشكل بأي حال من الأحوال دليلاً على زيادة ضلوع عرب إسرائيل في النشاطات "الإرهابية"، ذلك بأن هؤلاء العرب قد أثبتوا منذ انتفاضة الأقصى [سنة 2000] أنهم يفضلون أن يخوضوا معركتهم داخل إسرائيل من خلال أساليب الكفاح السياسية والقانونية والمدنية. وقد أشارت التحقيقات التي أجراها جهاز شاباك إلى أن الدافع الذي جعل المعتقلين من عرب إسرائيل ينخرطون في هذه العملية هو حبهم للمال وليس أي دوافع أيديولوجية قومية، فضلاً عن أن نحو نصف المعتقلين ثم من قرية الغجر السورية/اللبنانية ولا يعتبرون أنفسهم جزءاً من عرب إسرائيل.