· يستحق رد الرئيس المصري محمد مرسي على الهجوم الإرهابي في سيناء، الذي أدى إلى مقتل 16 جندياً مصرياً، التقدير والثناء. فالإرهاب لا يفهم إلاّ لغة القوة.
· وحسناً فعل مرسي عندما أقال رئيس الاستخبارات المصرية مراد موافي الذي حصل على معلومات مسبقة من إسرائيل توقعت حدوث هجوم إرهابي، إلاّ إنه تجاهلها معتقداً أن المخربين لن يقتلوا جنوداً مصريين في أثناء تناولهم طعام الإفطار في شهر رمضان.
· وعلى الرغم من ذلك، فإن أخبار قيام الطائرات المصرية بعمليات قصف وإطلاق صواريخ في سيناء تثير مشاعر مختلطة في إسرائيل، وتعيد ذكريات قديمة تعود إلى 39 عاماً مضت عندما قصفت الطائرات المصرية جنود الجيش الإسرائيلي.
· إن العمليات العسكرية المصرية في سيناء هي اليوم أمر مرغوب فيه وضروري، على الرغم من أنها تشكل سابقة في هذا المجال. فصحيح أن هذه العمليات موجهة ضد الإرهاب، إلاّ إن ثمنها سيكون تراجعاً في الالتزام المصري بجعل سيناء منطقة مجردة من القوات العسكرية الكبيرة. ولقد سبق أن قدمت إسرائيل تنازلات على هذا الصعيد وفي عدة مناسبات، على أمل أن يقوم الجيش في أيام حسني مبارك بوقف تهريب السلاح عبر الأنفاق من سيناء إلى حركة "حماس" في غزة.
· واليوم مع توسع نطاق العمليات العسكرية المصرية في سيناء، وعلى الرغم من أنها لا تثير القلق، فإن على إسرائيل الإصرار على ألاّ تتفرد القاهرة في الجولات المقبلة في اتخاذ مثل هذه الخطوات المرغوب فيها، من دون موافقة القدس والتشاور معها.
· من السابق لأوانه تقدير نتائج الخطوات التي قام بها مرسي. وفي نهاية الأمر فإن رئيس الاستخبارات المصرية الذي أقيل يمثل المؤسسة العسكرية منذ أيام مبارك، وهو كان مسؤولاً عن التنسيق مع إسرائيل. وثمة شك في أن من سيأتي مكانه سيحذو حذوه.
· لقد كان على إسرائيل أن تحاسب نفسها وتسائلها عما إذا كان من الأفضل لها عدم الكشف عن تحذير الجيش الإسرائيلي المسبق للاستخبارات المصرية من وقوع هجوم إرهابي. إن إخفاء هذا الأمر ربما كان سيحرم إسرائيل من الثناء، إلاّ إنه مفيد أكثر بالنسبة إلى كل الذين يرغبون في مواصلة التعاون مع حكم مرسي.