من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· من واجبنا أن نصغي إلى ما يقوله الفلسطينيون، الذين سيحيون هذا العام أيضاً، كما في الأعوام السابقة، ذكرى النكبة في 15 أيار/ مايو. لكن يجب أن يكون هذا الإنصات نقدياً.
· في البداية يمكن أن نتساءل: لماذا 15 أيار/ مايو بالذات؟ صحيح أنه في هذا التاريخ انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأقيمت دولة إسرائيل، لكن في اليوم نفسه كان من المفروض أن تقام أيضاً دولة عربية في جزء من فلسطين، بموجب قرار الأمم المتحدة بتاريخ 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947.
· هل يذكر الفلسطينيون هذه الحقيقة، وأيضاً حقيقة أنهم رفضوا قرار الحل الوسط الذي اقترحته الأسرة الدولية في هيئة مشروع التقسيم؟
· إلى جانب التفهم والتعاطف الإنساني مع معاناة الفلسطينيين، يمكن طرح عدة علامات استفهام بشأن الطريقة التي يتم بواسطتها تصوير النكبة في الرواية التاريخية الفلسطينية والعربية. فهي تصور كأمر سيىء وفظيع حلّ بالفلسطينيين، وتفتقر حتى إلى قدر بسيط من التأمل الداخلي والنقد الذاتي والاستعداد لمواجهة مساهمة الفلسطينيين أنفسهم في نكبتهم.
· بعد سنة 1948 صدر كثير من الكتب باللغة العربية عن هزيمة العرب في حربهم ضد إسرائيل. ولا يوجد إلى الآن كتاب واحد طرح السؤال التالي: هل من المحتمل أن يكون العرب أخطأوا في رفضهم التسوية الموجعة التي اقترحها مشروع التقسيم؟ أما كانوا أحسنوا صنعاً لو أنهم، مثل الصهيونيين، عضّوا على النواجذ وقبلوا الخطة المذكورة؟
· ليس من المبالغة القول إنه لن يتم التوصل إلى تسوية حقيقة بين إسرائيل والفلسطينيين من دون أن يكون لدى الأخيرين استعداد ولو جزئي للاعتراف بأنه كان لهم قسط في المسؤولية عما حدث لهم في سنة 1948.