أمام حركة الاستيطان المكثفة لا خط أخضر في القدس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قررت اللجنة المحلية التابعة لبلدية القدس المبادرة إلى بناء 20.000 وحدة سكنية ستشكل حيين سكنيين ضخمين وراء الخط الأخضر، كما صادقت على بناء حي يهودي في قلب القدس الشرقية. وقال رئيس اللجنة، نائب رئيس بلدية القدس، يهوشواع بولاك، إن الغاية من ذلك إيجاد اتصال إقليمي بين القدس وكتلة مستوطنات غوش عتسيون جنوباً، وبين القدس ومستوطنات منطقة بيت إيل شمالاً.

وقد اتخذ هذا القرار في الجلسة التي عقدتها اللجنة المحلية قبل نحو عشرة أيام. وجاء في البند السابع منه أنه في ضوء رفض المجلس القطري للتخطيط إقرار خطة البناء في غربي القدس [التي عرفت باسم خطة المهندس موشيه سافدي] "رأت اللجنة أن تعلن نيتها المبادرة إلى تغيير الخطة الهيكلية للواء القدس في سبيل فسح المجال أمام البناء في مناطق إضافية من المدينة: الولجة؛ غفعات علونه؛ منطقة مطار عطروت [مطار قلندية] وغيرها".

وتقع منطقة الولجة جنوبي غربي القدس، ومعظم الأراضي التابعة لها أراضٍ عائدة للضفة الغربية تم ضمها بعد حرب الأيام الستة (حرب حزيران/ يونيو 1967). وسيمكّن البناء في هذه المنطقة من وصل حي غيلو (مستوطنة غيلو) ومنطقة المالحة بمستوطنة بيتار عيليت وغوش عتسيون. وهناك قسم من أراضي المنطقة في حيازة مستثمرين يهود، وقسم منها أراضي دولة وقسم آخر أُعلن أملاك غائبين.

وقال بولاك لصحيفة "هآرتس" إن من الممكن بناء ما يزيد على 10,000 وحدة سكنية في هذه المنطقة، وأضاف: "إذا عززتَ الولجة فإنك تربط بينها وبين غوش عتسيون عبر طريق الأنفاق". وتابع قائلاً إنه يمكن أيضاً بناء نحو 10,000 وحدة سكنية في منطقة مطار عطروت. وهذه المنطقة تقع أيضاً وراء الخط الأخضر. وعلى حد قوله فإن الحي السكني الجديد سيربط بين الأحياء السكنية القائمة في شمالي القدس كبسغات زئيف والنبي يعقوب وبين المستوطنات القائمة في منطقة بيت إيل، كتل تسيون وأدام.

وبالإضافة إلى هذين الحيين السكنيين قررت اللجنة إعلان منطقة "كِدْمات تسيون" منطقة سكنية. وتقع المنطقة على أراضٍ اشتراها المليونير الأميركي إروين موسكوفيتش على الحدود بين أبو ديس والقدس الشرقية. ومن المخطط له بناء 500 وحدة سكنية في هذا المكان، الذي سيقع في قلب منطقة فلسطينية مزدحمة بالسكان.

وقال بولاك: "نظراً إلى أنه من غير الممكن، من الناحية السياسية، توسيع القدس في اتجاه (مستوطنة) معاليه أدوميم، فيجب إذا أردنا تعزيز القدس إقامة حاجز على طول الجدار الفاصل الذي كاد يكتمل حول القدس." وعلى حد قوله، فإنه من الواضح من الناحية السياسية أن غوش عتسيون ستبقى في أيدي إسرائيل، كما أنه من الواضح أن الأراضي التي تم ضمها بعد حرب حزيران/ يونيو 1967 ستبقى ضمن المجال الإسرائيلي. وأضاف: "لا يوجد خط أخضر في القدس".