الانتفاضة في سورية دخلت مرحلة الحسم
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       شكل فرار رئيس الحكومة السورية رياض حجاب إلى الأردن ضربة قاسية لنظام بشار الأسد. ويزداد الانطباع باقتراب حسم المعركة الدائرة منذ أكثر من عام ونصف العام في سورية، وأن هذه هي الأيام الأخيرة لنظام بشار الأسد.

·       قبل أسبوعين، اغتيل كبار قادة الأجهزة العسكرية والأمنية في سورية، الذين تولوا عملية قمع الانتفاضة ضد النظام السوري. وفي الوقت نفسه شن الجيش السوري الحر هجوماً على العاصمة دمشق وعلى ثاني أكبر المدن السورية حلب، وعلى الرغم من ادعاء النظام بأنه أحبط الهجوم على العاصمة، فإنه يلاقي صعوبة في السيطرة الكاملة على دمشق، أمّا في حلب فهناك أجزاء كبيرة من المدينة خرجت عن سيطرته. كذلك سيطر الثوار على المعابر الحدودية مع العراق وتركيا، وتحدثت تقارير من سورية عن إعلان الأكراد في شمال سورية وشرقها (نحو 10٪ من مجموع سكان سورية)، والذين وقفوا حتى الآن على الحياد، انشقاقهم عن النظام السوري من دون أن ينضموا إلى الثوار.

·       وتأتي هذه التطورات الدراماتيكية على خلفية تزايد ظاهرة الانشقاقات عن النظام سواء داخل الجيش أو في مختلف أجهزة الدولة. ففي مطلع تموز/يوليو 2012 أعلن مناف طلاس، الذي كان قائداً للواء من القوات الخاصة التابعة للحرس الجمهوري، ومن المقربين للرئيس الأسد، انشقاقه وفراره إلى باريس. ولأول مرة تبرز التصدعات في السلك الدبلوماسي السوري مع إعلان عدد من أفراد هذا السلك في عدد من الدول انشقاقهم، وأنهم لم يعودوا يمثلون النظام في دمشق. وهكذا تحولت الثورة من تحرك ضعيف ومحصور إلى طوفان، إذ يحاول الجميع النجاة من السفينة التي تغرق.

·       وتبرز أهمية تسلسل هذه الأحداث التي بلغت ذروتها مع فرار رئيس الحكومة السورية إلى الأردن، في كونها تعكس  التدهور البطيء والتدريجي للوضع الأمني في سورية منذ نشوب الانتفاضة قبل عام ونصف العام، كما تشير إلى تدهور قوة النظام السوري بصورة بطيئة لكنها متواصلة. ويمكن القول إن الرسالة التي حملتها أحداث الأيام الأخيرة هي أن الثور قد سقط، وهي رسالة موجهة إلى الثوار، وإلى النظام ومؤيديه الذين ما زالوا يقفون إلى جانبه، وإلى المجتمع الدولي، وإلى الأغلبية الصامتة من الجمهور السوري التي تقف حتى الآن على الحياد.

·       مما لا شك فيه أن انشقاق رئيس الحكومة السني عن النظام، وهو الممثل لملايين السوريين من أبناء الطبقات الوسطى من السنة من سكان المدن مثل دمشق وحلب، هو أبرز دليل على المناخ السائد وسط هذه الفئة من الناس التي تملك مفتاح مستقبل سورية.

·       ومهما يؤل إليه الحال، فمما لا شك فيه أن الانتفاضة السورية قد دخلت في الأيام الأخيرة مرحلة جديدة هي مرحلة الحسم.