على إسرائيل التزام الصمت بشأن ما يحدث في سورية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       تسيطر عائلة الأسد على دولة تنتج نحو 400 ألف برميل نفط يومياً، يُصدّر منها نحو 250 ألف برميل بقيمة 112 دولاراً للبرميل الواحد، وهو ما يؤمن دخلاً يومياً لسورية بقيمة 28 مليون دولار.

·       وتستند السياسة الخارجية في سورية منذ أيام الرئيس السوري حافظ الأسد وحتى أيام ابنه بشار إلى التحالف مع إيران، ومواصلة تسليح حزب الله، وتأمين الدعم السياسي له، والتدخل في السياسة الداخلية اللبنانية، إلى جانب العلاقات مع تركيا، والصراع مع إسرائيل. وكل ذلك حوّل سورية إلى لاعب إقليمي مهم يملك قدرة كبيرة على الأذى.

·       إن مطالبة الولايات المتحدة والدول الغربية بالتدخل السريع من أجل وقف المذبحة التي يرتكبها الأسد في حق شعبه هي مطالبة محقة لكنها ساذجة. فسورية ليست ليبيا، وكل عملية تدخل سياسية أو عسكرية فيما يجري هناك ستصطدم بمجموعة معقدة من المصالح والاعتبارات، وسيكون لها انعكاساتها الواسعة والعميقة. 

·       إن اتهام إدارة أوباما بأنها غير منطقية في سياستها هو اتهام مغلوط؛ أولاً، لأن المنطق لا يشكل معياراً في السياسة الخارجية، فالأفضل، بحسب ما قال أوباما بعد سقوط مبارك، أن نكون على صواب حتى لو لم نكن منطقيين، من أن نكون على خطأ ومنطقيين.

·       وثانياً، تمتاز الأحداث في كل من مصر واليمن والبحرين وليبيا والآن في سورية بسمات خاصة بكل بلد منها وتطرح تحديات مختلفة وتتناول مصالح متعددة وتختلف تأثيراتها في المنطقة اختلافاً كبيراً. فعلى سبيل المثال، ليس هناك خطر من تدفق عشرات الآلاف من السوريين إلى مارسيليا ونابولي كما هو الحال بالنسبة إلى الليبيين، وسورية ليست "حليفة" كما كانت مصر، كذلك لا تقع تونس بين إيران والسعودية كما هي حال البحرين، وليس لليمن حدود مع العراق وتركيا وإسرائيل والأردن كما هي حال سورية، وليس لدى أي دولة من هذه الدول العلاقة الوثيقة التي تربط سورية بإيران وحزب الله.

·       تطرح حالة انعدام اليقين بشأن تطورات الأزمة السورية الحالية على إسرائيل معضلتين: المعضلة الأولى تتعلق بالماضي، فهل يمكن أن تكون إسرائيل قد ضيعت خلال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة فرصة التوصل إلى تسوية مع سورية؟ وهل كانت سورية في التسعينيات ترغب في السلام فعلاً؟ وهل كان ممكناً أن يصمد مثل هذا السلام في وجه عدم الاستقرار الذي يسود المنطقة؟ وفي حال تخلي الأسد عن منصبه، هل تتخلى إسرائيل عن الخيار السوري؟ وما هي انعكاسات مثل هذا القرار؟

·       أمّا المعضلة الثانية التي تواجهها إسرائيل فهي تكمن في كيفية التصرف في الأيام والأسابيع المقبلة. فالموقف الأخلاقي والصحيح يفترض تأييد المتظاهرين، لكن هذا لا ينسجم مع تأييد إسرائيل مبارك قبل الإطاحة به. كذلك قد يكون كل كلام على إيران وحزب الله صحيحاً لكنه يفتقر إلى الحكمة السياسية في الوقت الراهن، لذا من الأفضل لإسرائيل التزام الصمت.

 

المزيد ضمن العدد 1165