البناء في يهودا والسامرة ليس سبب أزمة السكن في إسرائيل وإنما الحل
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- يزعم أحد المعلقين في صحيفة "هآرتس" أن البناء الحكومي في يهودا والسامرة هو السبب في أزمة السكن داخل إسرائيل. وينسى الكاتب أنه منذ عامين توقفت أعمال البناء الحكومي في يهودا والسامرة بعد قرار تجميد البناء [الذي اتخذته حكومة نتنياهو]، وأن حركة الاحتجاج نشأت الآن. وعموماً مَن بين المحتجين يهتم بالبناء الحكومي باستثناء قلة قليلة من اليساريين؟
- إن البناء في يهودا والسامرة ليس المشكلة وإنما هو الحل لأزمة السكن. فمن أجل ردم الهوة القائمة بين العرض والطلب على المساكن، على الدولة أن تقدم أراضي لإقامة 70 ألف وحدة سكنية سنوياً، وهذا ما يشكل 350 ألف وحدة سكنية خلال الأعوام الخمسة القادمة. والسؤال الذي يطرح نفسه، هو: من أين نأتي بهذا الكم من الأراضي المعدة للبناء في هذا الوقت القصير نسبياً؟ إن الإمكانات الوحيدة المتوفرة موجودة في النقب والجليل، لكنها لا تقدم حلاً للمشكلة إذا لم تطور الحكومة البنية التحتية والمواصلات وتخلق فرص عمل في هذه المناطق البعيدة نسبياً عن وسط البلد.
- ثمة احتمال آخر، وهو البناء في الشريط الساحلي، الأمر الذي سيقضي على ما تبقى من المناطق الخضراء إحلال إقامة أبنية شاهقة مكانها، إلاّ إنه لن يحل مشكلة الأسعار، وإنما قد يؤدي إلى ارتفاعها.
- يمكننا أن نبني في السفوح الغربية لجبال يهودا والسامرة، فهذه الأماكن متوفرة وقريبة من وسط البلد والمواصلات إليها سهلة. ويستطيع نتنياهو بقرار واحد ومن دون أن يصرف شيكلاً واحداً السماح ببناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية في يهودا والسامرة وعرضها للبيع بأسعار منخفضة، وبهذه الطريقة يتصدى للاحتجاج الذي يشكل خطراً على حكومته، وسيتهافت الجمهور العريض على شراء المنازل الرخيصة الثمن، ويساهم في عزل اليسار المتطرف.