من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إذا قررت الأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية فإن غزة ستكون جزءاً لا يتجزأ منها. هذا ما ورد في اتفاق أوسلو، وما يصر عليه محمود عباس حالياً، وما لا يعارضه أي طرف دولي. إن كل مَن سيعترف بالدولة الفلسطينية ويفتح سفارة فيها لن يكون في إمكانه رفض فتح قنصلية في غزة، ومَن يريد أن يبني وجوداً اقتصادياً في الدولة الفلسطينية وحرية تنقل لن يقبل بمواصلة حصار غزة.
· لكن عندما تصبح غزة جزءاً من الدولة الفلسطينية فإنها ستتحول إلى مشكلة بالنسبة إلى عباس الذي أدرك ذلك جيداً عندما عارض قبل عام رؤية سلام فياض واقتراحه السعي نحو اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية. ومنذ استيلاء "حماس" على السلطة في غزة قبل أربعة أعوام، يبذل عباس قصارى جهده لإخضاعها ودفعها إلى الموافقة على شروطه للمصالحة. وخلال هذه الأعوام الأربعة كان لديه أربعة شركاء: مصر والسعودية وإسرائيل والولايات المتحدة.
· لقد تغيرت السلطة في مصر، وتبدي القيادة الجديدة استعداداً لتلبية مطلب الشعب الذي يرغب في رفع الحصار المصري المفروض على غزة، أمّا السعودية فقد سحبت يدها من الموضوع، في حين أن إسرائيل تقاتل "حماس" لكنها لا تسمح لعباس بتحقيق انتصار سياسي، كما أن الولايات المتحدة تحولت إلى شريك إشكالي. لقد أثبتت الأحداث في الشرق الأوسط أن مصطلح "دول تقليدية" بدأ يزول من القاموس الأميركي، إذ تخلى الأميركيون عن حسني مبارك، وهم يغضون النظر عن بشار الأسد، ولم يعد احتمال تأييد واشنطن الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمراً مستبعداً.
· إذا تم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإن مَن سيتحمل مسؤولية ما يجري في غزة هي الحكومة الفلسطينية، أي عباس في حال لم يستقل من منصبه. ولا مكان بعد اليوم لحكومتين، ففلسطين ليست باكستان التي قُسمت إلى دولتين، وهي ليست السودان، والقومية الفلسطينية واحدة والثقافة واحدة.
· إن المعضلة التاريخية التي ستواجهها كل من "حماس" و"فتح" هي إمّا التخلي عن الإنجاز الضخم المتمثل في الاعتراف الدولي بدولتهما، أو المصالحة رغماً عنهما؟ يمكننا المراهنة بأنهما ستتصالحان لأن العقبة الأساسية التي كانت تعوق ذلك، أي الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والاعتراف باتفاقات أوسلو ستصبح غير ذات أهمية أمام الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
· ليس في إمكان إسرائيل وقف هذا المسار حتى لو جمدت أعمال البناء ونقلت مزيداً من الأراضي إلى السلطة الفلسطينية، لأنه سيكون في إمكان الفلسطينيين التفاوض بشأن اتفاق مع إسرائيل بصفتهم دولة، ومن موقع أقوى. لكن على إسرائيل أن تحرص على ألاّ تكون الدولة الجديدة دولةً معادية حتى عندما تكون "حماس" شريكة كاملة في قيادتها. وأول خطوة على هذا الطريق هي إعادة تبني شعار"غزة أولاً"، أي رفع الحصار وفتح الحدود بمبادرة إسرائيلية لا تستبق فقط الواقع الجديد الذي سيفرض عليها، بل تساهم أيضاً في تحسين مكانة إسرائيل تجاه الدولة الفلسطينية والعالم.