· يمكن الافتراض أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيقول لأعضاء الكونغرس الأميركي [في سياق الخطاب الذي سيلقيه أمامهم في 24 أيار/ مايو المقبل] إنه كان على حق في عدم توقيعه اتفاق سلام مع [الرئيس السوري] بشار الأسد، وذلك في ضوء أن سلطته أصبحت الآن على وشك السقوط.
· ومن المعروف أنه على مدار العامين الفائتين حاول رؤساء دول صديقة لإسرائيل وكذلك مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية في إسرائيل نفسها إقناع نتنياهو باستئناف المفاوضات مع سورية، وكانت حجة هؤلاء هي أن التوصل إلى اتفاق سلام مع سورية سيدّق إسفيناً في "محور الشر" الإقليمي لأنه سيلزمها بالابتعاد عن كل من إيران وحزب الله. فضلاً عن ذلك، دأبت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية طوال الوقت على تكرار أن منظومة الصواريخ لدى سورية يمكن أن تشكل خطراً كبيراً على إسرائيل في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين الجانبين.
· غير أن رئيس الحكومة فضل أن يتبنى مقاربة الوزراء موشيه يعلون وبيني بيغن وجدعون ساعر، والتي تؤكد أن الأسد يضع موضوع تحالفه مع إيران في مرتبة متقدمة جداً من سلم أولوياته، بل حتى في مرتبة أعلى من موضوع استعادة هضبة الجولان [المحتلة]. وبناء على ذلك، امتنع نتنياهو من اتخاذ أي خطوة بعيدة المدى يمكن أن تكسر الجمود السياسي المسيطر على المسار السوري، شأنه شأن المسار الفلسطيني.
· ومنذ أن بدأت التظاهرات في العالم العربي، يكرر نتنياهو القول "كنت على حق"، وبذا فإنه يفسر عدم إقدامه على فعل شيء كما لو أنه ضرب من النبوءة. وهذا أمر مؤسف للغاية، إذ إن الخطر الذي يتهدد إسرائيل بسبب الجمود السياسي مع سورية لن يزول حتى في حال سقوط سلطة الأسد، بل ربما سيتفاقم أكثر فأكثر.
· إن سابقة السلام مع مصر أثبتت، على الأقل حتى الآن، أن السلام يمكن أن يحافظ على بقائه على الرغم من الثورات، فها هو الرئيس المصري السابق حسني مبارك ذهب، في حين لا يجرؤ ورثته على إلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل لأن المصالح الأمنية والاقتصادية المصرية أقوى كثيراً من كل النداءات المعادية لإسرائيل التي تتردد في ميادين القاهرة. وفي نهاية المطاف ستكون إسرائيل مضطرة إلى التفاوض مع سورية عندما تستقر الأوضاع فيها.