يجب ألاّ نرفض خطة أوباما وأن نترك الفلسطينيين يفعلون ذلك
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       نحن نمر بأيام صعبة، وتنتظرنا أيام أكثر صعوبة. فمن الواضح أننا على حافة هزيمة سياسية، إذ يجري تصوير إسرائيل في العالم كدولة عنيدة لأنها لا تقبل بحل "الدولتين" وتصر على توسيع المستوطنات. صحيح أن البناء تقلص في أيام نتنياهو لكن الأفعال ليست وحدها المهمة بل الأقوال أيضاً، والحكومة الإسرائيلية التي رفضت اقتراح الرئيس الأميركي تجميد البناء في المستوطنات مدة ثلاثة أشهر أخرى هي حكومة ألحقت الضرر بالمصلحة الوطنية.

·       في مقابل هذه الصورة لإسرائيل، يبدو الفلسطينيون كأنهم يبنون دولتهم، على الرغم من الاعتقاد أن سلام فياض يقوم ببناء دولة حقيقية هو في الأساس مجرد وهم.

·       يحمل لنا الصيف المقبل خطة أوباما والتصويت المنتظر للأمم المتحدة على إعلان الدولة الفلسطينية. إلاّ إن خطة أوباما هي الأهم وهي الأمر الحقيقي لكنها لن تؤدي إلى شيء، مثلما جرى لخطة كلينتون [كانون الأول/ديسمبر 2000] ولمبادرة جنيف [سنة 2003] ولمقترحات إيهود أولمرت [سنة 2008].

·       إن خطة أوباما ليست خطة سهلة، فلا يوجد حكومة إسرائيلية يمكن أن توافق على العودة إلى خطوط 1967، أو على إخلاء آلاف المستوطنين. وإذا كانت هذه هي خطة أوباما فلا بد من أن يكون أصابه الجنون. إن حدود قدرة ما تستطيع إسرائيل تقديمه موجود في مقترحات كلينتون وأولمرت التي تعطي الفلسطينيين دولة فلسطينية على ما يقارب المئة في المئة من الأراضي، لكنها من جهة أخرى تجعل الجزء الأكبر من المستوطنين والكتل الاستيطانية خاضعاً لسيادة الدولة الإسرائيلية.

·       بيد أن الأهم من هذا كله هو أن خطة أوباما تتضمن بنداً أساسياً ومطلوباً جداَ هو رفض حق العودة، الأمر الذي سيضع الفلسطينيين أمام اختبار صعب. هناك من أقنع الفلسطينيين بأن في إمكانهم المطالبة بكل شيء، وبأن الرفض يمكن أن يكون مجدياً، ففي كل مرة يرفضون فيها اقتراحاً يُعرض عليهم اقتراح أفضل، وفي النهاية تتحمل إسرائيل مسؤولية رفض الاقتراح، فهي التي اتُهمت بإفشال خطة كلينتون وبأنها لم تتعامل بجدية مع اقتراحات أولمرت. وفي الواقع فإن الفلسطينيين هم الذين يرفضون في حين أن إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية.

·       على إسرائيل هذه المرة أن تلتزم الصمت لدى طرح خطة أوباما لأن الفلسطينيين هم الذين سيرفضونها ويقولون لا، وبدأوا بذلك منذ الآن. فقد صرح نبيل شعث بألاّ تنازل فلسطينياً عن حق العودة، كذلك لا يزال التوجه الفلسطيني القديم في رفض كل تسوية مستمراً، لأن الفلسطينيين لم يتخلوا عن رغبتهم في القضاء على "المشروع الصهيوني" من خلال تمسكهم بـ "حق العودة". وبما أن خطة أوباما لا تعترف بحق العودة، فهم سيرفضونها.

·       من المؤسف أن يكون السؤال الوحيد المطروح هو من سيتحمل مسؤولية فشل خطة أوباما؟ إن السبيل الوحيد للخروج من هذه الورطة هو ترك الفلسطينيين يرفضونها وأن نلتزم نحن الصمت، فإذا لم نرفضها نحن هم سيفعلون ذلك.