· يعتبر إليوت أبرامز (63 عاماً) الذي شغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي في أثناء ولاية الرئيس السابق جورج بوش، واحداً من كبار المؤيدين والمدافعين عن إسرائيل في الولايات المتحدة.
· وقبل أسبوعين نشر أبرامز مقالة في صحيفة "ويكلي ستاندرت" الأميركية المحافظة أرسلها من القدس بعنوان "خيار بيبي" [المقصود رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو]. ويجدر برئيس الحكومة أن يقرأ هذه المقالة إذا لم يكن قد قرأها بعد، لأنها تفنّد الاعتقاد السائد لديه ولدى المقربين منه بأن إسرائيل يمكنها أن تعتمد على الأغلبية اليمينية الجمهورية في الكونغرس الأميركي لتوفير شبكة أمان وحماية لها حتى في حال امتناعها من أخذ زمام المبادرة، وإصرارها على تكريس الوضع القائم، وعدم اختراق الجمود المسيطر على العملية السياسية. صحيح أن هذه الأغلبية اليمينية ستكون مسرورة باندلاع مواجهة بين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما، لكن ذلك لا يعني أنها تؤيد استمرار الوضع القائم، كما تثبت ذلك مقالة أبرامز.
· وتشير هذه المقالة، من بين أمور أخرى، إلى أن رؤساء الحكومة في إسرائيل كانوا، في معظمهم، أصحاب مبادرات سياسية باستثناء اثنين تمسكا بالوضع القائم، هما غولدا مئير ويتسحاق شامير، لذا مُني كلاهما بالهزيمة.
· ومما كتبه أيضاً: "إن نتنياهو يقف الآن أمام سلسلة من الخيارات الصعبة، وذلك في ظل رحيل شركاء قدامى له مثل [الرئيس المصري السابق] حسني مبارك، وفي ظل وجود إدارة أميركية لا تعتبر في نظر إسرائيل مؤيدة له. ومع أنه يمكننا أن نغفر لنتنياهو تردده وانتظاره أن يرتكب الفلسطينيون خطأً ينقذه من الوضع الذي آل إليه، إلاّ إنه لا بد من القول إن دولة إسرائيل لم تحافظ على بقائها حتى سنة 2011 بفضل هذه المقاربة، لذا عليها أن تأخذ زمام المبادرة فوراً وألاّ تنتظر الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة أو الفلسطينيين أو حتى الأميركيين، وفي حال طرحت الرباعية الدولية خطة سلام تطالب بالانسحاب إلى حدود 1967، على إسرائيل أن تقول نعم."
· أمّا الاستنتاج الأهم الذي يتوصل أبرامز إليه فهو أنه لا يجوز لإسرائيل أن تخشى من إعلان استقلال الدولة الفلسطينية أو من اعتراف الأمم المتحدة بها من جانب واحد، وربما من الأفضل لها أن تبادر إلى الاعتراف بهذه الدولة.
· ومن المعروف أن إسرائيليين كثيرين من تياري الوسط واليسار يعتقدون الأمر نفسه، كذلك يقترح بضعة وزراء في الحكومة الإسرائيلية من وراء الكواليس دراسة فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وإذا كان في إمكان نتنياهو أن يتغاضى عن هؤلاء كلهم، فبالتأكيد ليس في إمكانه أن يتغاضى عما يقوله أبرامز باعتباره أحد أكبر المؤيدين لإسرائيل في الولايات المتحدة.
· من ناحية أخرى فإن أبرامز يقترح في المقالة نفسها أن تبادر إسرائيل أيضاً إلى تطبيق خطوات ميدانية لتجسيد اعترافها بالدولة الفلسطينية، قائلاً: "يجب أن تبدأ إسرائيل عملية انفصالها عن الضفة الغربية وسكانها، وإذا لم يكن ذلك ممكناً من خلال المفاوضات فإنه يمكن أن يتم من خلال خطوات إسرائيلية أحادية الجانب."