مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى: نتنياهو لا يمكنه قبول إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس مساء أمس (الخميس) لصحيفة "معاريف" إن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يقبل إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967." وجاءت أقواله في إثر نشر صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلاً عن مصدر رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، نبأً يفيد أن رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما ينوي قريباً طرح خطة جديدة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين تتضمن ـ فيما تتضمن ـ أخرى تنازل الفلسطينيين عن حق العودة.

وأضاف المصدر نفسه أن "الأميركيين يرتكبون خطأً فادحاً في حال فرضهم خطة سلام على إسرائيل والفلسطينيين من دون تنسيق الأمر مع رئيس الحكومة، ومن دون الحصول على موافقة الجانبين، ويمكن أن ينطوي ذلك على مجازفة خطرة، وخصوصاً إذا ما رفض الجانبان الخطة، الأمر الذي قد يتسبب بتآكل مكانة الولايات المتحدة كوسيط في النزاع."

ووفقاً لما نُشر في "نيويورك تايمز"، بدأت أصوات كثيرة في البيت الأبيض في الآونة الأخيرة تطالب الرئيس أوباما بأن يستغل التغيرات في الشرق الأوسط والعالم العربي من أجل طرح خطة جديدة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وتشمل الخطة التي تؤكد الصحيفة أن أوباما سيطرحها قريباً أربعة مبادئ رئيسية هي: انسحاب إسرائيل إلى حدود حزيران/ يونيو 1967؛ تنازل الفلسطينيين عن حق العودة؛ إعلان القدس عاصمة للدولتين؛ التشديد على حاجات إسرائيل الأمنية.

وأكد المصدر السياسي الإسرائيلي نفسه أن هذه الخطة "لن تكون كافية بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين سيطالبون أيضاً بتجميد البناء في المستوطنات والقدس الشرقية، وهذا الأمر سيؤدي إلى إضعاف الأميركيين الذين لن يكون في إمكانهم إيقاف تقدّم الفلسطينيين نحو اعتراف الأسرة الدولية الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل."

وأشارت الصحيفة الأميركية من ناحيتها إلى أن نتنياهو يخشى من أن تلحق هذه الخطة الأميركية أضراراً بإسرائيل، لذا فإنه يعمل على طرح خطة خاصة به في الخطاب الذي سيلقيه أمام الكونغرس بعد أكثر من شهر [في 24 أيار/ مايو المقبل] والذي سيتضمن أفكاره الجديدة بشأن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (22/4/2011) أن مصادر سياسية إسرائيلية أكدت لها مساء أمس (الخميس) أن إسرائيل لم تُفاجأ بالأنباء المتعلقة بهذه الخطة الأميركية، مشيرة إلى أنه "كانت هناك تلميحات في شأن هذه الخطة في الأشهر القليلة الفائتة، وأن كثيرين من المسؤولين في إسرائيل يعلمون أن هناك خطة سلام آخذة في التبلور في واشنطن، كذلك فإن مبعوثين من طرف الرئيس الأميركي زاروا إسرائيل والتقوا رئيس الحكومة، وفي مقدمهم دنيس روس، المستشار الخاص للرئيس أوباما، الذي زار القدس عدة مرات." ووفقاً لهذه المصادر، يهدف نشر مبادئ خطة أوباما إلى التأثير في مضمون خطاب نتنياهو في الكونغرس، وربما يهدف إلى التلميح له أن الإدارة الأميركية لن تؤيد خطة سلام إسرائيلية إذا لم تتضمن اعترافاً واضحاً بضرورة إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر رفيعة المستوى في حزب الليكود ومقربة من نتنياهو قولها: "حتى الآن لم يتضح جوهر خطاب رئيس الحكومة [في الكونغرس]، ومع ذلك فإن هناك أمراً واحداً يبدو واضحاً للغاية وهو أن أي رئيس حكومة من الليكود لا يمكنه أن يقبل خطوط 1967 حدوداً للدولة الفلسطينية، وقد أوضح نتنياهو هذا الأمر مراراً وتكراراً، وثمة شك كبير فيما إذا كان سيغير موقفه في هذا الشأن."