· لقد أصبح مصطلح "يساري" يحمل معنىً سلبياً لدى شرائح كبيرة من الرأي العام الإسرائيلي. إذ يُعتبر اليسار رافضاً للسيطرة اليهودية على أرض إسرائيل، ومتفهماً للمواطنين العرب في إسرائيل وداعماً لهم، كذلك تؤدي انتقاداته لما يجري في البلد إلى تصديع "التضامن اليهودي"، ويملك تأثيراً سلبياً على إسرائيل في العالم.
· لقد تنازل زعماء اليسار الصهيوني عن كونهم يشكلون بديلاً للسلطة القائمة. ربما ما زالوا يشكلون بديلاً فكرياً لا بديلاً سياسياً.
· في ظل هذا الواقع تدور المنافسة على الرئاسة في حزب العمل، إذ أعطت استقالة إيهود باراك من الحزب دعماً إيجابياً له، لكن تبين بعد ذهابه أن جذور الأزمة أعمق من ذلك بكثير. هناك نيات طيبة كثيرة إزاء الحزب، لكن ليس هناك مبادرة شعبية لإنقاذه. من هنا فالمنافسة على زعامة حزب العمل لن تحدد توجهات إسرائيل في المستقبل وإنما قد تحدد نوعية الزعامة في هذا الحزب.
· هل بات اليسار الصهيوني مضطراً إلى مغادرة المنصة وإعطاء مكانه إلى آخرين؟ تأتي هذه الأزمة تحديداً في الوقت الذي يعتبر فيه اليسار الصهيوني أن مواقفه هي الأصح سواء على الصعيد السياسي أم الاجتماعي.
· ليس في إمكان اليسار الصهيوني إن يحل محل السلطة القائمة، لكنه يستطيع أن يشكل مكوناً مهماً في عملية تغييرها. ففي الانتخابات المقبلة ستنشأ أحزاب جديدة، وستكون أقرب إلى الوسط، وسيصبح حزب كاديما حزباً كبيراً. وأتوقع بعد الانتخابات الرئاسية في حزب العمل نشوء كتلة كبيرة من اليسار والوسط ستعتمد على قواعد حزب العمل، وستضم حركات وشخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية. لذا على اليسار الصهيوني أن يجمع أكبر قدر من التأييد في الانتخابات كي يصبح القوة القادرة على إحداث التغيير.