الاضطرابات في سورية تعيد خلط الأوراق في محور الشر
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       تسببت الاضطرابات في سورية بإعادة خلط الأوراق داخل ائتلاف محور الشر، فالتحالفات القديمة أخذت تتفكك، و بدأ حلفاء الأمس يتحولون إلى أعداء اليوم.

·       في نهاية الأسبوع الماضي قُتل عشرات المواطنين السوريين في أثناء تظاهرات في أماكن مختلفة في سورية. ويبدو أن المواجهات التي بدأت، بالتدريج، تأخذ صورة مواجهات دينية وإثنية لن تتوقف في وقت قريب.

·       لقد خرجت التظاهرات في سورية، مثلما حدث في سائر الدول العربية، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي السيء. لكنها تحولت، بالتدريج، إلى احتجاج عام على السياسة القمعية التي تمارسها السلطات. وبدأت المواجهات تأخذ منحىً طائفياً، الأمر الذي يشكل نقطة ضعف النظام السوري.

·       سعى الرئيس السوري حافظ الأسد أعواماً طويلة لبناء هوية قومية سورية من شأنها إخفاء الانقسام الطائفي العميق في البلد. إلاّ إن خيبة الأمل التي أصابت السوريين نتيجة عدم تنفيذ بشار الأسد للوعود التي أطلقها لدى تسلمه السلطة، أدت إلى ثورة الأغلبية السنية في سورية من جديد ضد التحالف العلوي الشيعي الذي يحكم البلد.

·       لقد كان السنة في سورية مستعدين للقبول بتحويل سورية تحت حكم بشار الأسد إلى دولة تابعة لإيران لولا العملية المنظمة لتغيير الطائفة من السنية إلى الشيعية الإثني عشرية، والتي شهدها عدد من المدن السورية، حيث نشبت مشادات عامة بين السنة والشيعة.

·       وفي الفترة الأخيرة دخل على خط المواجهة الدينية الدائرة في سورية الشيخ يوسف القرضاوي، أهم شخصية دينية في العالم الإسلامي. في الماضي، دعم القرضاوي كل طرف وقف ضد إسرائيل، بمَن في ذلك التنظيم الشيعي حزب الله وزعيمه حسن نصر الله. لكنه في خطبته الأخيرة يوم الجمعة الماضي في قطر قال: "إن النظام الذي يقتل أبناء شعبه يجب ألاّ يحكم." فردت عليه المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان متهمة إياه بزرع الفتنة الداخلية في سورية بين السنة والشيعة. حتى خالد مشعل الذي لطالما حظي بدعم القرضاوي، هاجم كلامه زاعماً أنه يخدم إسرائيل. وبذلك أثبت مشعل الذي سبق ووصف القرضاوي بـ "المرجعية الروحية لـ ‹حماس›" أن ولاءه الحقيقي هو لمحور دمشق ـ طهران.

·       وجه كلام القرضاوي ضربة قاسية إلى شرعية بشار الأسد الذي اعتقد أن صراعه ضد إسرائيل سيمنحه حرية قمع التظاهرات في بلاده. وقد تباهى الأسد في بداية التظاهر في العالم العربي بأن لا تظاهرات في بلده بسبب تأييده للفلسطينيين.

·       يبدو أن استخدام الأنظمة الديكتاتورية إسرائيل كذريعة من أجل قمع شعوبها لم يعد يكفي كي تبقى مسيطرة على الحكم. فعندما يتحول الصراع إلى حرب بين الطائفتين الأساسيتين في الإسلام: السنة والشيعة، يصبح العداء للصهوينة أمراً ثانوياً.