على إسرائيل ألاّ تخاف من التهديدات بإعلان دولة فلسطينية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من أن إسرائيل معرضة لتسونامي سياسي في أيلول/سبتمبر المقبل [إعلان الأمم المتحدة قيام دولة فلسطينية مستقلة]، وبرزت تحذيرات مشابهة من جانب آخرين طالبوا الحكومة بتقديم مبادرة سياسية شجاعة قبل أن يضربنا التسونامي. لكن هناك مفاجأة تنتظر هؤلاء جميعاً، فإسرائيل ستبقى موجودة بعد أيلول/سبتمبر ولن يصيبها الخراب الذي أصاب شمال اليابان.

·       إن دول العالم لم تنشأ بقرارات من الأمم المتحدة، وليس هناك من سبب لأن تتغير الأمور في المستقبل. وأذكّر الذين نسوا أن إسرائيل لم تنشأ بواسطة قرار الأمم المتحدة رقم 181 الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر 1949، وإنما قامت مع إعلان دافيد بن - غوريون الاستقلال في 15 أيار/مايو 1948، وبعد أن استطاع الجيش الإسرائيلي السيطرة على أراضي الدولة الجديدة.

·       إن القرار الذي قد يتخذه مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان دولة فلسطينية ضمن حدود الهدنة العائدة إلى نيسان/أبريل 1948 وتكون عاصمتها القدس، لن يكون نافذ المفعول أكثر من القرار 1701 الذي اتخذه مجلس الأمن ضد قيام حزب الله بعمليات عسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان. كذلك لن يكون هذا القرار أكثر أهمية من القرار 3379 الذي اتخذته الأمم المتحدة واعتبرت فيه الصهيونية حركة عنصرية.

·       تتجاهل الضجة بشأن التسونامي السياسي الذي بات على الأبواب المشكلات الأساسية التي تحول دون التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين يؤدي إلى إنهاء النزاع، ويكون الممثلون الفلسطينيون الذين يوقعون عليه قادرين على الوفاء بتعهداتهم بعدم السماح بالقيام بأعمال إرهابية من داخل الأراضي التي ستعطيهم إياها إسرائيل في إطار الاتفاق.

·       لا يستطيع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الوفاء بأي من هذه الشروط. فهو في أفضل الأحوال يمثل نصف الفلسطينيين، إذ حتى بعد توقيعه الاتفاق مع إسرائيل ستبقى "حماس" والمتشددون الإسلاميون الآخرون يطالبون بأمور كثيرة أخرى. كذلك فإن سيطرة عباس الضعيفة على يهودا والسامرة سيجعل الاعتماد عليه لوقف أعمال الإرهاب ضد إسرائيل من الأراضي التي سيجري الانسحاب منها أمراً صعباً للغاية.

·       لا مجال للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين قبل أن يوحد هؤلاء صفوفهم. هذه هي الحقيقة المرة، ولا تنفع كل المناورات والتعهدات التي يقدمها عباس، ولا الخطوات التي تقوم بها اللجنة الرباعية الدولية أو الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة.

·       إن "حدود 1967" كما يسمونها هي خطوط اتفاق الهدنة الذي جرى توقيعه في نيسان/أبريل 1949، وخُرق في حزيران/يونيو 1967. وهذه الحدود ليست حدوداً مقدسة، إذ تغيرت أشياء كثيرة لا يمكن تجاهلها خلال الأعوام الـ 62 الماضية منذ توقيع الاتفاق.

·       لذا علينا أن نكون هادئين، وألاّ نصاب بالهلع وألاّ نصغي إلى الأصوات القديمة المعروفة التي تظهر من حين إلى آخر لتطالب إسرائيل بالقيام بمبادرة قديمة ـ جديدة تعلن فيها استعدادها للانسحاب إلى "حدود 1967". كذلك علينا الامتناع من الإدلاء بتصريحات غير ناضجة ومتسرعة، قد ترضي الذين يضغطون على إسرائيل، وقد تقيدنا في المستقبل عندما تنضج الأوضاع لإجراء مفاوضات جدية مع الفلسطينيين. عندما يتبين للجميع أن الحكومة الإسرائيلية مصرة على موقفها ومتمسكة به سيضعف الضغط الذي يُمارس عليها.