خيار السلام مع سورية كان وهمياً
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       يتبين الآن في ضوء ما يحدث في سورية أن خيار التسوية السلمية مع هذا البلد لم يسقط من جدول الأعمال الإسرائيلي فحسب، بل كان أيضاً خياراً وهمياً، وفي حال تحقيقه كان سيلحق أضراراً جسيمة بإسرائيل.

·       وللعلم فإنه على مدار الأعوام الأربعين الفائتة كان مسؤولون كثيرون في إسرائيل يقولون لنا إن السلام مع آل الأسد الذين يسيطرون على السلطة في سورية من شأنه أن يجلب لنا سلاماً مع العالم العربي كله، وبعد ذلك قالوا لنا أيضاً إن هذا السلام سيؤدي إلى تهدئة لبنان وحزب الله، وإلى قطع سورية لعلاقاتها مع إيران، لكن ما يتبين الآن هو أن هذه القصص كلها لا تمت إلى الحقيقة بأي صلة، ذلك بأن سورية معزولة في العالم العربي ولا يمكن أن تجلب معها أي دولة عربية ولا حتى لبنان.

·       أمّا الحقيقة التي أثبتتها آخر الأحداث في سورية فهي أن آل الأسد في نظر العالم العربي وكذلك في نظر سكان سورية هم طغمة من الطغاة القساة جاءت من أقلية طائفية معزولة وفاقدة للشرعية، وثمة شكوك كبيرة فيما إذا كان في إمكانها أن تصمد في السلطة فترة طويلة. ولو أننا عقدنا سلاماً مع هذه الطغمة لكنا سنخسر هضبة الجولان بصورة مجانية، وليس هذا فحسب بل أيضاً كانت ستتحوّل هذه الهضبة إلى قاعدة لـ "المقاومة" ضد إسرائيل، وكان اتفاق السلام سيصبح حبراً على ورق.

·       إن ما يجب أن تفعله إسرائيل في الوقت الحالي هو أن تنتظر بضعة أعوام ريثما يتضح ما هو مصير السلطة الحالية في سورية، وما هي هوية السلطة المقبلة في حال سقوط السلطة الحالية، ومن ثم دراسة إمكانات التوصل إلى تسوية سلمية مع سورية. إن أي سلوك آخر سينطوي على مغامرة عديمة المسؤولية لا تُحمد عقباها.