قيادة الجيش الإسرائيلي: التصعيد الأخير في قطاع غزة أصبح وراءنا
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية مساء أمس (الأحد) عودة الحياة إلى طبيعتها في جميع البلدات الجنوبية المحاذية لقطاع غزة، في الوقت الذي تقدّر فيه قيادة الجيش الإسرائيلي أن التصعيد الأخير مع القطاع والذي أسفر عن إطلاق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون منه، أصبح وراءها.

كذلك أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي زار أمس (الأحد) برفقة وزير الدفاع إيهود باراك موقع منظومة "القبة الحديدية" [المضادة للصواريخ قصيرة المدى] بالقرب من مدينة عسقلان [أشكلون]، أن إسرائيل "سترد على الهدوء بالهدوء، وسترد بعنف شديد على أي عملية إطلاق صواريخ." وأشار الناطق بلسان حركة "حماس" أمس (الأحد) إلى أنه "في حال أوقفت إسرائيل أعمالها العدوانية فمن الطبيعي أن نعود إلى التهدئة."

وقد سعت هذه الحركة على مدار الأيام الثلاثة الفائتة، وأساساً من خلال مصر، لأن توقف إسرائيل هجماتها على غزة. وقالت مصادر مطلعة في القطاع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن المسؤولين في "حماس" أدركوا أنه لا يمكنهم في الوقت الحالي تحقيق أي نتائج سياسية تخدم حملة نزع الشرعية عن إسرائيل من وراء هذا التصعيد، وذلك لأن وسائل الإعلام العالمية مشغولة بالأحداث الأخيرة في العالم العربي وبالزلازل في اليابان.

وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية أمس (الأحد) اجتماعاً خاصاً لمناقشة تصعيد الوضع في قطاع غزة، وأقرّ مبدئياً توسيع نطاق عمليات الجيش الإسرائيلي ضد "حماس" في حال تواصل عمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل، كما أقرّ بنك أهداف جديدة. ومع ذلك فإن إسرائيل لم ترفض جهود الوساطة بين الجانبين والتي قام بها كل من مصر والاتحاد الأوروبي والمبعوث الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة روبرت ساري، والتي كانت تهدف إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى إن "حماس" أصبحت نتيجة الهجمات الإسرائيلية واقعة تحت وطأة ضائقة شديدة بسبب الضربات المؤلمة التي تلقتها من الجيش الإسرائيلي، والتي أسفرت عن مقتل عدد من كبار قادة الجناح العسكري لديها، فضلاً عن انزعاجها من النجاح العملاني الكبير لمنظومة "القبة الحديدية". وأضافت هذه المصادر أن "حماس" حاولت أيضاً أن تدّعي أن عملية إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من طراز كورنيت على حافلة تقل طلاباً تمت عن طريق الخطأ ولم تكن متعمدة، وذلك بعد أن شعرت بأن إطلاقه ألحق بها ضرراً دعائياً كبيراً.

وأكد مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى أن إسرائيل و"حماس" تعودان الآن إلى أصول اللعبة القديمة، وفحواها الحفاظ على التهدئة وعدم القيام بأي هجمات متبادلة إلاّ بهدف التعرض لخلايا مسلحة تُطلق الصواريخ أو قذائف الهاون، أو التعرض لخلايا مسلحة تقوم بعمليات بالقرب من السياج الحدودي [بين قطاع غزة وإسرائيل]. لكن ثمة خشية في إسرائيل الآن من أن تكون "حماس" قد فقدت السيطرة على فصائل تابعة للجهاد العالمي وأن تحاول هذه الفصائل إشعال الجبهة مرة أخرى.

من ناحية أخرى علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل وجهت احتجاجاً شديد اللهجة إلى روسيا بسبب وصول صواريخ مضادة للدبابات من طراز كورنيت الروسية الصنع إلى حركة "حماس" التي استعملتها لارتكاب جريمة حرب، من خلال إطلاق أحد الصواريخ يوم الخميس الفائت على حافلة كانت تقل طلاباً بالقرب من كيبوتس ساعر في جنوب إسرائيل. وادعت إسرائيل أن هذه الصواريخ تخل بالتوازن العسكري القائم بينها وبين "حماس"، وأن عملية تهريبها إلى غزة تمت بمساعدة جهات خارجية مثل سورية وإيران اللتين تحاولان طوال الوقت تزويد "حماس" بأسلحة هجومية متطورة. وتعهدت روسيا من جانبها بإجراء تحقيق لدراسة هذه الادعاءات الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة "معاريف" (11/4/2011) عن رئيس الحكومة نتنياهو قوله في أثناء زيارته أمس (الأحد) برفقة باراك لموقع منظومة "القبة الحديدية" بالقرب من عسقلان إن "إسرائيل لا يمكنها توفير الحماية لكل بيت أو منشأة أو موقع في الدولة، ولذا فإن عليها أن تستمر في الدمج بين قدراتها الدفاعية وقدراتها الهجومية." وأضافت أن نتنياهو بلّغ وزراء المجلس المصغر للشؤون السياسية - الأمنية أن "حماس" توجهت إلى عدة دول، بينها ألمانيا والأردن، لتمرير رسائل إلى إسرائيل تطلب فيها وقف القتال والعودة إلى التهدئة. ونقلت الصحيفة عن باراك قوله إن "القبة الحديدية" تعتبر ذروة إنجازات التكنولوجيا الإسرائيلية، مؤكداً أن إسرائيل تملك خيارات كثيرة لمواجهة تصعيد الوضع في قطاع غزة.