زيارة غير مفيدة لرئيس الدولة إلى واشنطن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       ينهمك رئيس الدولة شمعون بيرس في الفترة الأخيرة في الدفاع عن موقع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو داخلياً ودولياً. فقد هرع بيرس إلى الدفاع عن نتنياهو داخل إسرائيل ودحض الانتقادات التي وُجهت إلى رحلاته الباذخة إلى الخارج، وبالأمس زار الرئيس الإسرائيلي واشنطن من أجل عرض مواقف نتنياهو على الرئيس باراك أوباما.

·       لم تكن التقارير الصادرة عن البيت الأبيض مفاجئة، ولا سيما الثناء الذي وجهه أوباما إلى بيرس، وتكرار الكلام على "فرص السلام". كذلك لم تفاجئنا التقارير التي صدرت في الوقت نفسه عن إسرائيل والمتعلقة ببناء مئات الوحدات السكنية الجديدة وراء الخط الأخضر في القدس، ولا الانتقادات الروتينية التي صدرت عن وزارة الخارجية الأميركية ضد المستوطنات.

·       لا جديد في الشرق الأوسط بالنسبة إلى نتنياهو الذي يحاول أن يكسب الوقت ويوسع المستوطنات، بينما يتحدث بيرس عن السلام ويدعم الحكومة في الوقت عينه. لقد أرسل نتنياهو رئيس الدولة إلى البيت الأبيض، وذهب هو إلى برلين وبراغ ليجمع تأييداً دولياً في صراعه ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومحاولته نزع صفة الشريك عنه، وإحباط المبادرة الفلسطينية لإعلان الاستقلال بدعم من الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل.

·       يعتبر نتنياهو صراعه مع الفلسطينيين صراع علاقات عامة يمكن حله عبر تقديم رسائل أفضل من رسائل الخصم، وهو يرفض تقديم أي مبادرة سياسية، ويكتفي بالتلميح إلى خطوات غامضة قد يقوم بها. ويعتقد نتنياهو أنه في حال نجح في إقناع العالم بأن الفلسطينيين يتحملون مسؤولية جمود العملية السياسية يكون قد أدى واجبه. ويأمل، لا بل يراهن على أن أوباما الذي يستعد لخوض الانتخابات لولاية ثانية لن يتدخل.

·       إن موقف نتنياهو هذا خطر ومؤذ، ويساهم في تعميق الاحتلال والنزاع بدلاً من تحريك التسوية مع الفلسطينيين ودفعها إلى الأمام. وبزعامته تتقدم إسرائيل نحو كارثة سياسية وحظر دولي. إن مباردة السلام الجديدة التي عرضها أمس مسؤولون كبار في الأجهزة الأمنية وشخصيات معروفة ورجال أعمال وأكاديميون تعبر عن يقظة عامة تعارض سياسة نتنياهو القائمة على المراوحة بدلاً من التقدم إلى الأمام. إن هذه المبادرة وليس زيارة بيرس غير المفيدة إلى واشنطن، هي السبيل الذي يمكن من خلاله خرق الجمود والعودة إلى المفاوضات وإنقاذ إسرائيل من محنتها السياسية.