نتنياهو يقوم بزيارة لألمانيا في ظل تصاعد الضغوط الدولية عليه لاستئناف العملية السياسية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

بدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الأربعاء) زيارة رسمية لألمانيا، وتشير التوقعات إلى أنه لن يُستقبل بصورة حميمة خلالها، وذلك في موازاة تصاعد الضغوط الدولية التي تُمارس عليه من أجل دفع عملية السلام [مع الفلسطينيين] قدماً.

تجدر الإشارة إلى أن بعض المقربين من نتنياهو أعرب في الآونة الأخيرة عن شعور بالإحباط بسبب غضب مزيد من الزعماء في العالم على رئيس الحكومة. كذلك حثه عدد من مستشاريه على إطلاق مبادرة سياسية، مؤكداً أن عدم إقدام نتنياهو على شيء والجمود المسيطر على العملية السياسية هما السببان الرئيسيان اللذان يقفان وراء "قضية بيبي تورز" [التي تفاعلت في إثر قيام قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة ببث تحقيق صحافي بيّن أن نتنياهو قام مع أفراد عائلته على مدار أعوام طويلة برحلات خاصة على حساب متبرعين يهود من الخارج كانوا معنيين بالتقرّب منه عندما شغل منصب وزير المالية الإسرائيلية، الأمر الذي دفع مراقب الدولة الإسرائيلية القاضي ميخا ليندنشتراوس إلى فتح تحقيق خاص في هذا الشأن].

في المقابل فإن مجموعة أخرى من المستشارين مثل رون دريمر وأوري أليتسور تعارض إطلاق أي مبادرة سياسية في الوقت الحالي، وتؤكد أن على نتنياهو أن ينتظر ريثما يرتكب الفلسطينيون خطأً كبيراً يؤدي إلى توجيه الضغوط الدولية عليهم وتحرير إسرائيل منها.

ومن المعروف أن علاقة نتنياهو بمستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل سيئة على الأقل مثل علاقته برئيس الولايات المتحدة باراك أوباما. وكانت صحيفة "هآرتس" أول من كشف قبل أكثر من شهر عن انعدام الثقة بين الاثنين [في 25 شباط/ فبراير الفائت نشرت صحيفة "هآرتس" أن أزمة غير مسبوقة في حدتها اندلعت في ذلك الوقت بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، وذلك في إثر إعلان هذه الأخيرة، خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو أنها تشعر بخيبة أمل منه لأنه لم يفعل شيئاً لدفع السلام مع الفلسطينيين قدماً. وقد حاول نتنياهو إقناع ميركل أنه على أعتاب خطوة من شأنها أن تدفع السلام قدماً، مؤكداً أنه سيلقي في آذار/ مارس خطاباً يعرض فيه خطة سياسية جديدة]. فضلاً عن ذلك فإن ميركل ما زالت تنتظر أن تسمع من نتنياهو بشأن جوهر خطته السياسية الجديدة التي وعد بطرحها، وأكد دبلوماسيون ألمان هذا الأسبوع أنها ترغب في أفعال حقيقية لا في مجرد تصريحات. ويعتقد نتنياهو من ناحيته أن ألمانيا هي التي تدفع الاتحاد الأوروبي وسائر أعضاء الرباعية الدولية الآخرين - الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة- نحو طرح خطة سلام دولية تقضي بإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 وتكون القدس الشرقية عاصمة لها.