آن الأوان لإعلان نهاية التحالف بين يائير لبيد ونفتالي بينت
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لقد حصل يائير لبيد في انتخابات 2013 على أصوات ناخبي حزب [الوسط] كاديما. أما نفتالي بينت فقد حصل على أصوات حزب المفدال [الممثل للمتدينين الصهيونيين]. وفي الواقع لم يقترع ناخبو كاديما إلى جانب لبيد كي يصبح أوري أريئيل [حزب البيت اليهودي] وزيراً للإسكان ويقوم بنقل آلاف المستوطنين إلى يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. كما أن ناخبي المفدال لم ينتخبوا بينت كي يصبح يعقوب بيري [حزب يوجد مستقبل] وزيراً للعلوم والتكنولوجيا، وهو المناضل  الشرس ضد الاحتلال.

·       لقد حظي التحالف بين لبيد وبينت بدعم الإعلام الذي يكره بنيامين نتنياهو، لكنه في الأساس كان خطأ. فهذا الحلف لم يكن ليرى النور لولا خيانة الثقة التي حصل عليها لبيد وبينت من جمهور ناخبيهما.

·       وليس واضحاً حتى الآن ما الذي دفع أمير محطة التلفزيون الثانية [مائير لبيد]  إلى أحضان أمير يهودا والسامرة [الضفة الغربية] نفتالي بينت، بيد أن التحالف الغريب بين الاثنين سمح لهما بتسويق ثلاثة أوهام: وهم أن الفلسطينيين شظايا في المؤخرة [هذا التعبير المسيء استخدمه بينت في كلامه عن الفلسطينيين]، والوهم الثاني أن وزير المال الجديد ووزير الاقتصاد الشاب قادران على إحداث تحول اقتصادي - اجتماعي سيغير نظام العالم؛ والوهم الثالث أن العمل المشترك بين نجمي الفايسبوك سينجح في دمج الحريديم في المجتمع الإسرائيلي في القرن الحادي والعشرين.

·       لكنه بعد مرور ثلاثة أشهر على مشاركة "يوجد مستقبل" و"البيت اليهودي" في الحكومة، تبدّدت هذه الأوهام الثلاثة.

·       ومثلما أعلن قائد المنطقة الوسطى، فإن المشكلة الفلسطينية المكبوتة على وشك أن تنفجر في وجوهنا.

·       وتدل ميزانية الدولة على أن السياسة الاقتصادية المنتهجة هي سياسة يوفال شتاينتس [وزير المال السابق] وهي لا تحقق الوعود بسياسة جديدة. وتشير الدينامية الجديدة لتطبيق المساواة في تحمل العبء، إلى أن الحريديم لن يندمجوا في الجيش والمجتمع الإسرائيليين قريباً، وإنما سوف يحشرون داخل غيتو متعصب وغاضب. وبذلك تهاوت طبقات الباطون الثلاث التي بناها حلف لبيد - بينت خلال أقل من مئة يوم، ولم يبق الآن سوى طبقة الجص.

·       وحتى هذه الطبقة بدأت تتهاوى. ففي المجالس المغلقة يتعهد لبيد بأن كل شيء سيتغير. ويقول إنه  بعد إقرار الموازنة والموافقة على قانون المساواة في تحمل العبء، سيقول رأيه الحقيقي حيال الموضوع الفلسطيني وسيرفع صوته عالياً وقوياً. وفي حال كان لبيد صادقاً في كلامه، فمعنى هذا أن الحلف بينه وبين لبيد سيصبح قريباً جزءاً من الماضي، أو سيتحول إلى مهزلة.

·       في المقابل، يتساءل المسؤولون الكبار في حزب " البيت اليهودي" ما إذا كانت خيانتهم للحريديم [من خلال موافقتهم على إلزام الطلاب الحريديم بالخدمة العسكرية]  خطوة متهورة، وما إذا كان عليهم العودة مجدداً إلى التحاور مع المتزمتين دينياً.

·       وفي حال تجدد التفاهم الداخلي وسط المعسكر الديني، فإن تحالف الصهوينة الدينية مع لبيد سيتحول إلى مهزلة أو إلى ماضٍ.

·       وأمام لبيد اليوم تحدّ مطروح، فإنه إذا واصل طريقه مع بينت يصل إلى حائط مسدود، وسيكون من الصعب عليه في النهاية أن يشرح لماذا جمهور الوسط الإسرائيلي العلماني تحول إلى خدمة اليمين المتدين وإلى مقبرة للحلم الصهيوني.

·       من هنا، فإذا كان لبيد لا يريد أن يتحول إلى ظاهرة عابرة، عليه أن يعترف بأن حلفه مع بينت كان خطأً، وأن هذا الحلف أنشأ وضعاً سياسياً ملتبساً،  فالكنسيت المعتدل نسبياً أدى إلى تشكيل حكومة قومية متطرفة وإلى نشوء وضع حكومي استثنائي حيث يسيطر المستوطنون على أغلبية موارد الدولة، وقاد إلى وضع خطر من الشلل السياسي.

 

·       لقد حان الوقت ليعلن كل من لبيد وبينت عن طلاقهما الودّي.