· يجدر بوزير الاقتصاد نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] الذي قال هذا الأسبوع إن حل الدولة الفلسطينية سيؤدي إلى طريق مسدود وإنه يجب التعوّد على التعايش مع المشكلة الفلسطينية كما يتعايش المرء مع وجود شظايا في مؤخرته، أن ينصت جيداً إلى ما قاله قائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء نيتسان ألون أمس (الأربعاء) بشأن احتمال تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية في حال فشل الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أجل استئناف عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
· كما يجدر به أن يقرأ جيداً نتائج استطلاع جديد أجراه معهد "مأغار موحوت" لحساب "المركز الأكاديمي أريئيل"، وتناول موقف السكان الإسرائيليين داخل الخط الأخضر إزاء المستوطنات في المناطق [المحتلة]. فقد أظهر هذا الاستطلاع أن 53% من السكان الذين يعيشون داخل الخط الأخضر يؤيّدون الانسحاب من الضفة الغربية في مقابل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين. كما أظهر أن 39% من هؤلاء السكان يعتقدون أن المستوطنات في الضفة الغربية تتسبب بإهدار أموال الدولة.
· في ضوء ذلك، لا بُد من طرح السؤال التالي: من أين يستمد أشخاص مثل الوزير بينت قوتهم لدى إطلاق تصريحات تعارض حل الدولتين؟ لا شك في أنهم يستمدون هذه القوة من اللامبالاة التي تتسم بها مواقف الأغلبية داخل إسرائيل إزاء موضوع السلام على الرغم من كونه الموضوع الأكثر تأثيراً في مصيرنا جميعاً.
· كما أن هذه اللامبالاة هي التي تشجع الجماعات التي ترتكب عمليات "جباية الثمن" ضد الفلسطينيين وأملاكهم في المناطق [المحتلة]، وقد تفاقمت كثيراً في الآونة الأخيرة وامتدت لتشمل عدة قرى وبلدات عربية داخل الخط الأخضر.
· وبرأيي فإن عجز جهاز الأمن العام [الشاباك] عن كبح هذه العمليات هو عجز غير مبرّر، وخصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن هذا الجهاز يعرف كل صغيرة وكبيرة في المناطق [المحتلة]، وهو يثبت ذلك صباح مساء عندما يكون الأمر متعلقاً بالفلسطينيين.