تصريحات الوزراء المعارضة لحلّ الدولتين تضرّ بمصداقية نتنياهو وتقلص قدرته على المناورة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       على الرغم من موقف بنيامين نتنياهو الرامي إلى تقليص الضرر الناجم عن تصريحات وزرائه ونوابهم المعارضة لحلّ الدولتين لشعبين الذي سبق أن قبل به نتنياهو، فإن المشكلة تزداد حدة على الصعيدين الداخلي والدولي.

·       إن موقف رئيس الحكومة في هذا الشأن واضح ويقوم قبل كل شيء على إجراء المفاوضات. وفي حال تم التوصل إلى تفاهم مع الفلسطينيين، فإنه سيخوض حينها نضالاً ديمقراطياً من أجل الحصول على موافقة شركائه في  الائتلاف الحكومي ووسط الجمهور الإسرائيلي كله من أجل تبني الحل الذي يرفضه وزراء اليمين في "الليكود- بيتنا"، وفي حزب "البيت اليهودي".

·       ومن الأفضل بالنسبة لنتنياهو أن يعرض الأمور بهذه الطريقة كي لا يقول له مفاوضوه الأميركيون والفلسطينيون  إن تفويضه السياسي ضعيف.

·       هناك ثلاثة مستويات من المضايقات مصدرها الائتلاف. الأسهل بينها هي أن المفاوضات لن تنجح، فقد برهن أبو مازن في لقاءاته مع رؤساء الحكومة الإسرائيلية المعتدلين من أمثال إيهود  باراك وإيهود أولمرت،  أنه لا يرغب باتفاق ينص على قيام دولتين غربي نهر الأردن. فلماذا سيتصرف هذه المرة بطريقة مختلفة مع نتنياهو؟. هذا هو موقف وزراء وأعضاء في الكنيست من مؤيدي أرض إسرائيل الكاملة.

·       ثمة مضايقة أكبر هي الناتجة من المعارضة المباشرة للمفاوضات. وبالأمس جاء دور نفتالي بينت ليتحدث بطريقة مهينة عن المفاوضات. فالحديث لم يقتصر على تقدير أن المفاوضات ستفشل وهو أمر يمكن أن يعتبره نتنياهو منطقياً، ولكنه تعدى ذلك إلى التعبير عن أمل وتمني فشل المفاوضات.

·       إن صدور هذا الموقف  من المعارضة مقبول، لكن صدوره  من الائتلاف مرفوض، فهو يجبر الحكومة على إظهار خلافاتها الداخلية أمام إسرائيل والعالم.

·       إن العالم الذي  اعتاد هذا التصرف الغريب للديمقراطية الإسرائيلية، تعلم القبول بهذا النوع من الخلل. لكن بعد سماع التصريحات التي أدلى بها الوزير داني دانون - التي تعدت كثيراً تصريحات بينت - سيبدو للعالم أن الحكومة ومن يترأسها لا يريدان أبداً التوصل إلى  اتفاق مع الفلسطينيين. وهذا يمثل ضرراً حقيقياً. فمثل هذا الكلام من شأنه أن يلحق الضرر بمصداقية نتنياهو وبقدرته على المناورة حيال الأميركيين والأوروبيين والدول العربية، وسوف يؤدي تلقائياً إلى اتهام نتنياهو بأنه غير مهتم بحلّ الدولتين لشعبين.

·       لماذا يتصرف الوزراء وأعضاء الكنيست بطريقة من شأنها تصديع الأرضية التي تجري  استناداً إليها مفاوضات صعبة؟ إنه قصر النظر. فإذا كانوا يرغبون ببقاء الائتلاف، فإنهم بتصريحاتهم هذه يقطعون الغصن الذي يجلسون عليه، ويدفعون ثمناً باهظاً لقاء عناوين كبيرة تتصدر الصحف ولكنها سريعة الزوال.