من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يبدو أنه من أهم نتائج فوز المرشح المعتدل نسبياً حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية في إيران، تأجيل القرار بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية إلى سنة 2014.
· وفي الواقع منذ زيارة الرئيس أوباما إلى إسرائيل في آذار/مارس هذا العام، خففت إسرائيل من وتيرة وحدّة تهديداتها بمهاجمة المشروع النووي الإيراني بناء على تفاهم مع الولايات المتحدة يقضي بضرورة انتظار ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الإيرانية.
· والآن بعد المفاجأة التي شكلها فوز روحاني، يبدو أن الغرب سيحتاج إلى بضعة أشهر على الأقل من أجل استيعاب ماهية التغيير الذي حدث. وحتى ذلك الوقت، سيكون من الصعب على إسرائيل الحصول على تأييد العالم وتفهّمه لعملية عسكرية مستقلة تقوم بها ضد إيران. وبهذه الطريقة ستتحول سنة 2013 إلى عام ضائع في نظر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على الرغم من التلميحات المستمرة من جانب المقربين منه بأن هذا العام سيكون عام الحسم بالنسبة للقرار الذي سيتخذ حيال إيران.
· قبل أقل من سنة، وفي ظل الانتقادات القاسية من جانب إسرائيل وحلفاء آخرين، قام أوباما بتحديث سياسته العلنية حيال المسألة النووية الإيرانية، وأعلن أن نهجه حيال مشروع التطوير الإيراني هو المنع وليس الاحتواء. لكن بقي مدى استعداده لدعم الأقوال بالافعال موضع خلاف، نظراً إلى أن الرئيس الأميركي يعمل على تقليص التورط العسكري لبلاده في ما وراء البحار، لا زيادته. والدليل على ذلك دعم الولايات المتحدة المحدود لأحداث الربيع العربي، إلى درجة أن قرار رفع الحظر المفروض على تزويد الثوار السوريين بالسلاح، اتخذه الرئيس رغماً عن إرادته وفي وقت متأخر.
· حتى لو فرض أوباما عقوبات دولية صارمة واستثنائية ضد إيران (وهي التي كانت السبب في تدهور الوضع الاقتصادي للإيرانيين وساهمت في فوز روحاني)، فهو لا يبدو متحمساً لأيّ خطوة عسكرية أميركية أو إسرائيلية ضد إيران.
· وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تدخل الشهر المقبل سلسلة من العقوبات ضد إيران حيز التنفيذ، إلا أن تصريحات البيت الأبيض تظهر أن واشنطن تنوي إعطاء فرصة لروحاني، ويتذكر الأميركيون أن روحاني هو الذي مثل الإيرانيين في المفاوضات التي أدت إلى تجميد تخصيب اليورانيوم من نهاية سنة 2003 لغاية مطلع سنة 2005. وسوف تطلب الولايات المتحدة من إسرائيل بعض الوقت من أجل أن تتضح الصورة.
· وفي الواقع، فإن تصريحات روحاني موجهة بصورة خاصة إلى الغرب، ورسالته هي أن هناك محاوراً يمكن التحاور معه في الموضوع النووي. من الصعب تقدير ما ستكون عليه موازين القوى بين الرئيس الجديد والمرشد الأعلى علي خامنئي ولا سيما بعد الهزيمة التي ألحقها روحاني بالمرشحين المحافظين في الانتخابات. لكن من الواضح أن إنقاذ إيران من الضائقة الاقتصادية يتطلب تخفيف العقوبات، ويستطيع النظام أن يحقق ذلك فقط من خلال الايحاء بالمرونة في المسألة النووية.
· إن التشكيك الإسرائيلي في مدى الاعتدال الفعلي لروحاني وقلقها من السذاجة الغربية حيال إيران، مفهومان للغاية. فهناك أسباب كثيرة تدفع نتنياهو إلى الشك بأن إسرائيل قد تجد نفسها وحيدة في المعركة، وأن الدول العظمى ستوافق على تسوية غير مرضية بشأن المسألة النووية الإيرانية.
· في هذه الأثناء من الصعب فهم الأجواء في القدس منذ نشر نتائج الانتخابات في طهران. والسؤال المطروح: ما هو الثمن الذي كان سيدفعه نتنياهو لو افتتح جلسة الحكومة يوم الأحد بتوجيه التهنئة إلى الشعب الإيراني على الشجاعة التي أظهرها بتصويته ضد المرشد الأعلى، أو قال إن نتائج الانتخابات فرصة لحل الأزمة بالوسائل السلمية؟
· بدلاً من ذلك، برزت تصريحات قديمه لروحاني وصف فيها إسرائيل "بالشيطان" ( في الوقت الذي سمى فيه روحاني هذا الأسبوع إسرائيل باسمها ولم يستخدم تعبير "العدو الصهيوني" السائد في إيران). وفي الواقع تتصرف القيادة الإسرائيلية كما لو أن الأمر الوحيد الذي يهم العشرة ملايين إيراني الذين صوتوا لروحاني في الانتخابات يوم الجمعة الماضي، هو سياسة النظام حيال إسرائيل.
· ثمة مسألة أساسية أخرى هي تأثير الانتخابات الإيرانية على الحرب الأهلية في سورية. فخلال الأشهر الأخيرة لم تعد إيران ومعها حزب الله يخفيان تدخلهما العسكري في الحرب إلى جانب نظام الأسد. ويبدو أن هذه المسألة في عهدة الزعيم خامنئي. لكن إذا كانت هذه الانتخابات دليل على احساس الجمهور الإيراني باليأس من طريقة تصرف النظام الإيراني حتى الآن، فمن المهم أن نرى ما إذا كان سيجري قريباً تقليص هامش حرية التحرك الإيراني في سورية.
· حتى الآن لم تشر أرقام موثوقة إلى حجم خسائر الحرس الثوري الإيراني في سورية. وعلى عكس حزب الله الذي يلعب دوراً مهماً في المعارك وتكبد مئات الخسائر، إلا أن النشاط الإيراني يجري من وراء الكواليس ويقوم على التدريب وتقديم السلاح والمهمات الأخرى التي تتطلب خبراء تقنيين.
· في الصحافة اللبنانية هناك من يصف سورية "بفيتنام حزب الله" بسبب غرق الحزب في القتال هناك والثمن الذي دفعه. لكن هذا النقاش بالكاد بدأ وسط الجمهور الإيراني، ولم يصل بعد إلى الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. لكن في المدى القريب، من المنتظر أن يبرز في إيران من يسأل نفسه لماذا علينا مواصلة سفك دمائنا في سورية من أجل بقاء نظام الأسد.
· بينما يستعد الطاغية السوري وحلفاؤه لخوض المعركة على حلب، يتواصل المسعى الدولي من أجل عقد مؤتمر هدفة التوصل إلى وقف اطلاق نار موقت، وقد شكلت إيران حتى اليوم العقبة في وجه هذا المسعى. في نظر الغرب، لا يزال روحاني لغزاً ستجري متابعته اليوم أيضاً من خلال تصريحاته حيال ما يحدث في سورية.