الخلاف الأميركي - الإسرائيلي بشأن تحديد ماهية الصفقة "الجيدة" مع إيران
المصدر
غلوبس

موقع متخصص بالمسائل الاقتصادية ومسائل الطاقة. يصدر باللغة الإنكليزية.

·       انتهت جولة المفاوضات التي دارت بين الدول الكبرى الست وبين إيران في اسطنبول، ومن المنتظر أن تجري الجولة الثانية خلال أيار/مايو المقبل. وعلى الرغم من التجربة العقيمة للمفاوضات التي جرت سابقاً، فإن مصلحة الطرفين تقتضي مواصلة المفاوضات الحالية. إذ ترغب إيران في استخدام هذه المفاوضات للحؤول دون تشديد العقوبات عليها. كما يسعى رئيس الولايات المتحدة إلى استخدامها من أجل تأجيل اتخاذ القرارت الحاسمة في الشأن الإيراني إلى ما بعد موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. من هنا رغبة الطرفين في اظهار نجاح العملية التفاوضية.

·       وتشير التقديرات إلى أن أي صفقة ستعرض على إيران ستسمح لها بتخصيب اليورانيوم. والفارق بين الصفقة "الجيدة" و"السيئة" لا يكمن في "تشريع التخصيب"، وإنما في وضع الحواجز التي ستمنع إيران من الانتقال إلى السلاح النووي، ودخولها نطاق "التحصين النووي"، والسماح لها فقط بالحصول على الخيارات النووية غير العسكرية.

·       ويجب أن تفرض الصفقة "الجيدة" قيوداً كبيرة على تخصيب اليورانيوم في إيران، وأن تطالب باخراج معظم كمية اليورانيوم المخصب منها، وإغلاق المنشأة المحصنة داخل جبل بالقرب من مدينة قم، والموافقة الإيرانية على الرقابة المشددة.

·       أما الصفقة "السيئة"، فهي التي ستتضمن اعترافاً دولياً واضحاً بحق إيران في تخصيب اليوارنيوم على درجة 5%، من دون إخراج اليورانيوم المخصب من إيران ولا تخفيض عدد مراكز الطرد ومراكز التخصيب. مما سيسمح لإيران مواصلة تحصين منشآتها النووية، ويجعل مهاجمتها أمراً صعباً. وسوف تمنح هذه الصفقة إيران فرصة لتحسين قدرتها على التوصل إلى انتاج السلاح النووي خلال وقت قصير في إثر اتخاذها القرار بذلك.

·       إذا وافق الطرفان على مثل هذه الصفقة، فإن هذا معناه القبول بوضع تكون فيه إيران طوال الوقت على وشك انتاج السلاح النووي. وفي حال توقفت الضغوط الدولية عليها، أوتآكل مفعول العقوبات، فإن إيران ستصبح تتمتع "بالحصانة الدولية" في وجه أي عمل عسكري ضدها.

·       ليس في إمكان إسرائيل القبول بوضع تكون فيه إيران قادرة خلال وقت قصير على انتاج السلاح النووي. من هنا فأي اعتراف دولي بشرعية إيران النووية سيضع إسرائيل في مواجهة مشكلة استراتيجية صعبة للغاية، لأنه سيجعل من الصعب عليها تبرير أي عمل عسكري هجومي ضد المنشآت النووية الإيرانية.

·       إن الخط "الأحمر" بالنسبة للأميركيين هو عندما تنتقل إيران فعلاً نحو إنتاج السلاح النووي، ويقول الأميركيون أنهم سيعلمون بذلك قبل حصوله، لكن ليس في إمكان الإسرائيليين  الدخول في هذه المجازفة. من هنا فالتوصل إلى تسوية مع إيران سيكون معناه أيضاً زيادة الاختلافات في الرأي بين إسرائيل والولايات المتحدة. فمن وجهة النظر الأميركية سيؤدي التوصل إلى صفقة "معقولة" مع إيران إلى تأجيل اتخاذ إجراءات قاسية من جانب المجتمع الدولي ضد إيران، وسيلغي الحاجة إلى عملية عسكرية إسرائيلية.

وفي الوقت الذي يبدو فيه "الخط الأحمر" الإسرائيلي الرسمي واضحاً جداً، وقد تجتازه إيران في وقت قريب، فإن "الخط الأحمر" الأميركي غامض جداً ومن الصعب تمييزه بوضوح، لكنه يتلاءم مع السياسة الأميركية التي تريد تأجيل اتخاذ القررات الصعبة إلى أبعد وقت ممكن، وعلى الأقل إلى ما بعد الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر.