· وصلت حوادث تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة أمس (السبت) إلى ذروة جديدة تنطوي على خطر وقوع مواجهة شاملة أخرى بين الجانبين. وعلى ما يبدو فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك أرخيا العنان للمؤسسة العسكرية.
· ويمكن القول إن إقدام نتنياهو وباراك على إرخاء العنان للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بدأ قبل نحو شهر في إثر إطلاق صاروخ غراد على مدينة بئر السبع، إذ إنه منذ ذلك الوقت أصبح قطاع غزة عرضة لهجمات جوية إسرائيلية شبه يومية. كما أنه يمكن القول إن الجيش الإسرائيلي استوعب هذا الأمر باعتباره ضوءاً أخضر لتغيير أصول اللعبة مع حركة "حماس"، والرد بصورة عنيفة على أي صاروخ يُطلق من القطاع.
· في المقابل فإن حركة "حماس" أخذت على عاتقها أمس (السبت) لأول مرة مسؤولية إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل. مع ذلك، فإن التقديرات السائدة لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤكد أن الحركة ما زالت معنية بالحفاظ على التهدئة.
· تجدر الإشارة إلى أن السكان في غزة يعتقدون أن التصعيد العسكري الإسرائيلي يهدف إلى كبح بوادر المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس". ومن المعروف أن ديوان [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس توجه يوم الجمعة الفائت إلى إسرائيل طالباً السماح لستة ضباط فلسطينيين كبار بالدخول إلى قطاع غزة بهدف التحضير لزيارة قريبة سيقوم بها عباس إلى القطاع ويلتقي خلالها إسماعيل هنية [رئيس الحكومة الفلسطينية المُقالة].
· ولا شك في أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية التي أصدرت التعليمات بشأن التصعيد العسكري يمكنها أن تسحب هذه التعليمات في أي وقت، إلاّ إذا كان لدى الحكومة الإسرائيلية مصالح لأسباب تخصها وحدها تقضي بالاستمرار في تصعيد المواجهة [مع غزة] والعودة إلى أيام "الرصاص المسبوك".