ضد وصف وزير الخارجية منظمات حقوق الإنسان بالمنظمات الإرهابية: أنا فخور بكوني إرهابياً
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في سنة 1942 عندما كنت فتى صغيراً وتلميذاً في المدرسة المتوسطة في تل أبيب، انضممت إلى منظمة الهاغاناه [التنظيم العسكري للحركة الصهيونية قبل نشوء الجيش]، وكانت سلطات الانتداب البريطاني تعتبرني وزملائي أعضاءً في منظمة غير قانونية. وبعد مرور عامين تجندت في صفوف البلماح [القوات الضاربة في الهاغاناه]، وخلال النشاطات التي قمت بها ضد الثورة العربية اعتبرتني سلطات الانتداب إرهابياً. بعدها قاتلت في حرب الاستقلال وخدمت لمدة 32 عاماً في صفوف الجيش النظامي.
- وأنا أرى اليوم، أن استمرار سلطة الاحتلال في يهودا والسامرة يشكل خطراً على وجود إسرائيل، وعلى الإنجاز الأساسي الذي عملت من أجله منذ 70 عاماً من أجل قيام الدولة اليهودية الديمقراطية ذات السيادة. فإذا لم ننفصل في أسرع وقت ممكن عن السكان الفلسطينيين في المناطق، لن تستمر إسرائيل اليهودية والديمقراطية في الوجود.
- قبل بضعة أعوام انضممت إلى المجلس العام لمنظمة تسمى"يش دين"[منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان]. لست قادراً على التأثير في القرارات السياسية الإسرائيلية، لكني رأيت أن من واجبي المحافظة على القانون في المناطق المحتلة الخاضعة لسيطرتنا، وأعتقد أن الحكومة الإسرائيلية والكنيست والأغلبية الساحقة من الشعب يريدون احترام القانون شرقي الخط الأخضر، مثلما يريدون احترامه غربي هذا الخط أيضاً. لكن، للأسف الشديد، وفي ظل الوضع القائم اليوم، لا وجود للمساواة بين اليهود والعرب لدى تطبيق القانون، إذ يعمل الجهاز القضائي على تطبيق القانون استناداً إلى الهوية القومية، لذا فهو جهاز يستند إلى نظام الفصل العنصري.
- في معظم الحالات لا يستطيع الفلسطيني من سكان المناطق المحتلة الدفاع عن حقوقه نتيجة التعقيدات البيروقراطية المدنية والعسكرية الإسرائيلية. ويحاول فريق المتطوعين والمتطوعات من منظمة "يش دين" من الباحثين والباحثات أن يكونوا ناطقين باسم هؤلاء الفلسطينيين، لذا من الطبيعي ألاّ يحبذ الحكم الإسرائيلي في المناطق ولا الجيش ولا الشرطة نشاطنا، وعلى الرغم من صعوبة مواجهة الشكاوى التي نتقدم بها إليهم، لكنهم لا يقولون لنا أننا على خطأ وألاّ فائدة من عملنا أو أن ما نقوم به غير قانوني وتآمري.
- بالأمس وبعد مرور 69 عاماً على سلطة الانتداب البريطاني التي كانت تعتبرني إرهابياً، اتهم وزير الخارجية زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، المنظمة التي أنتمي إليها، بأنها منظمة إرهابية. في الماضي اعتبرتُ اتهام الانتداب البريطاني لي بالإرهاب علامة تقدير، واليوم أيضاً أعتبر أن الوصف الذي وصفني به وزير الخارجية علامة تقدير جديدة. فأنا أرى أن نشاط منظمة "يش دين" يستحق الثناء، ويشكّل محاولة ضرورية لإنقاذ إسرائيل من أن تتحول إلى نظام للفصل العنصري.