حماس أسيرة غلعاد شاليط
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- إن أهم موضوعين مطروحين حالياً على رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء أفيف كوخافي هما موضوع السلاح النووي الإيراني، وخطر الصواريخ الموجهة نحو دولة إسرائيل. والمطلوب من كوخافي وحده، وليس من ضباط شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية ولا من الموساد ولا الَشاباك، أن يقدم تقديراته بشأن هذين الموضوعين إلى رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع ورئيس الحكومة. فهو المسؤول عن العمليات التي تؤدي إلى جمع معلومات استخباراتية، بما في ذلك العمليات التي تقوم بها سييرت ميتكال، التي لم يكن كوخافي على معرفة بأسرارها خلال توليه مناصبه السابقة، مثلما لم يكن على معرفة بالمعلومات التي جرى الحصول عليها.
- كما أن المطلوب من كوخافي أيضاً معالجة مشكلة شهر أيلول/ سبتمبر دولياً [المتعلقة بتوجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة للمطالبة بإعلان الاستقلال]، والاهتمام بسياسة إدارة أوباما، والثورات في الدول العربية، ومحاولة المدنيين اختراق السياج الحدودي لإسرائيل [في ذكرى النكبة والنكسة]. إن أحد أهم الدروس التي جرى استخلاصها من الأحداث التي وقعت في الشمال في ذكرى يوم النكبة هو تعيين ضابط من الفرقة الخاصة 8200 مسؤولاً عن الشبكة الاستخباراتية في اللواء المنتشر في الجولان من أجل اختصار الوقت الذي يستغرقه جمع المعلومات وتحليلها وإطلاق الانذار.
- في ضوء هذا الكم من المهمات الملقاة على عاتق كوخافي، عليه أن يبذل جهداً خاصاً من أجل الاهتمام بمشكلة غلعاد شاليط. ويظهر تعيين فريق عمل جديد من أجل الاهتمام بهذه القضية برئاسة الكولونيل (بالاحتياط) ليؤر لوتان رغبة كل من غانتس وكوخافي في البحث عن توجهات مختلفة من أجل التوصل إلى حل لهذه القضية من دون إلحاق الأذى بمشاعر عائلة شاليط، ولا بالمساعي التي يقوم بها جهاز الأمن العام الشين بيت، ولا بجهود رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والمبعوث الخاص لهذه القضية دافيد ميدان.
- يبدو أن التوصل إلى صفقة من أجل إطلاق سراح شاليط أمر ممكن حالياً في حال خضعت إسرائيل بصورة كاملة لشروط حماس التي لن تقبل بأقل من اطلاق سراح أسراها الذين كان البعض منهم يوم اعتقالهم أكثر أهمية من إسماعيل هنية وأحمد الجعبري ومحمد ضيف. ويبدي قادة حماس حماساً من أجل إطلاق سراح أسرى مثل مروان البرغوتي الذي يعتبر من كبار المنافسين لمحمود عباس على منصبه في رئاسة السلطة الفلسطينية.
وهكذا يبدو أن متخذي القرارات في حماس باتوا أسرى قضية شاليط كنظرائهم من الإسرائيليين. ونظراً لأن نتنياهو يتخوف من تغير مواقف الجمهور الإسرائيلي الذي قد يتوقف عن عد أيام شاليط في الأسر ليبدأ بإحصاء عدد قتلى الهجمات التي قام بها الأسرى الذين أطلق سراحهم، فإنه من المشجع عدم تخلي غانتس وكوخافي عن التفكير في احتمالات أخرى لإطلاق سراح شاليط.