إسرائيل، أوباما، ويهود الولايات المتحدة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • إن استطلاع الرأي الذي نشر مؤخراً بشأن آراء ومواقف اليهود في الولايات المتحدة مهم جداً في فهم الخريطة السياسية والتغييرات التي طرأت على مواقف أكبر جالية يهودية في العالم بعد إسرائيل. ومن النتائج المهمة التي يكشفها هذا الاستطلاع التآكل الكبير الذي لحق بالتأييد التاريخي للجالية اليهودية للحزب الديمقراطي.
     
  • لقد صوت نحو 78% من الجالية اليهودية إلى جانب أوباما في الانتخابات الأخيرة، وعكس هذا التصويت الثقة التي يوليها يهود أميركا للحزب الديمقراطي ولأوباما على الرغم من مواقفه من إسرائيل، وعلاقته الطويلة مع كاهن معاد للسامية، وشبكة علاقاته الوثيقة مع ناشطين عرب أميركيين بارزين بعضهم أصحاب إيديولوجيا يسارية متطرفة.
     
  • ويعود سبب تصويت أغلبية يهود أميركا إلى جانب أوباما إلى العلاقة العميقة التي تربطهم بالليبرالية. فتاريخياً، ومنذ أيام فرنكلين روزفلت، كانت علاقة الحزب الديمقراطي جيدة مع اليهود ومع الأقليات الأخرى التي عمل الحزب على استيعابها داخل صفوفه، بينما قام الحزب الجمهوري باستبعاد هذه المجموعات. ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن يهود الولايات المتحدة أرادوا دعم أول مرشح إفريقي - أميركي للرئاسة.
     
  • وحالياً، على الرغم من أن أوباما لا يعتبر من المؤيدين المتحمسين لإسرائيل، فإن أغلبية اليهود في الولايات المتحدة ما زالت معه، من دون أن يعني ذلك أنها تدعم مواقفه المتشددة تجاه إسرائيل. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته منظمة  CAMERA (وهي منظمة تعمل على التدقيق في التقارير الاعلامية عن الشرق الأوسط) أن اليهود يعتبرون "ثقافة الكراهية" لدى الفلسطينيين عقبة أساسية في وجه السلام. وفي رأيهم أن على إسرائيل أن ترفض التحاور مع السلطة الفلسطينية ما لم تتخل حماس عن الإرهاب وتعترف بصورة واضحة بحق إسرائيل في الوجود. وأعرب 85% من اليهود عن ثقتهم بأن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بالسلام.
     
  • وأظهر استطلاع سابق أجرته اللجنة اليهودية الأميركية أن 76% من اليهود الأميركيين يعتقدون أن هدف العرب ليس استرجاع الأراضي المحتلة وإنما القضاء على إسرائيل. في حين أعرب 95% منهم عن دعمه مبدأ اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية في إطار كل اتفاق نهائي يجري التوصل إليه.
     
  • إن استمرار وقوف اليهود في أميركا إلى جانب أوباما في ظل هذه الظروف يؤكد مدى ارتباطهم بقيم الليبرالية، وأنهم لا يعطون الأولوية لإسرائيل في تحديد خياراتهم السياسية في الانتخابات المقبلة. لكن على الرغم من ذلك فإن المواجهة التي جرت بين أوباما ونتنياهو تركت أثرها في مواقفهم كما ظهر ذلك في نتائج الاستطلاع الجديد الذي أجراه ديك موريس ونشره في موقعه على الإنترنت. إذ يتبين أن تأييد اليهود لأوباما تراجع عما كان عليه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 من 78% إلى 56% حالياً. ويفسر موريس سبب هذا التراجع بأنه يعود إلى طلب أوباما أن تتبنى إسرائيل حدود 1967 مع تبادل للأراضي كنقطة انطلاق لمفاوضات السلام، وهذا أمر يعارضه نحو 83% من اليهود في الولايات المتحدة بينهم 67% من اليهود الديمقراطيين.
     
  • إن هذا التراجع في تأييد اليهود لأوباما يدل على تغير جذري، وفي حال واصل الرئيس الأميركي ضغطه على إسرائيل، فسيخسر تأييد الجالية اليهودية في عدد من الولايات الأساسية. والأهم من ذلك أنه قد يدفع  اليهود الأثرياء إلى وقف دعمهم المالي لحملة إعادة انتخابه.
     
  • ومن الأمور المؤثرة في انتخابات 2012 هي شخصية المرشح الجمهوري، فإذا كان هذا المرشح يمينياً متطرفاً فإن اليهود سيبتعدون عنه. وفي الخلاصة فإن اليهود الأميركيين لن يصوتوا بصورة تلقائية إلى جانب أوباما الديمقراطي بعكس ما كان يحدث في الماضي، وسيكون لمواقفه من إسرائيل تأثيرها على هذه الانتخابات.