· منذ نشوب الثورة المصرية في كانون الثاني/ يناير 2011، وحتى قبل هذا التاريخ، أي خلال حكم حسني مبارك، كانت إسرائيل تحذر من تحول سيناء إلى جنة عدن للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تسعى لجعل شبه جزيرة سيناء قاعدة لعملياتها ضد إسرائيل.
· إلاّ إن السلطات المصرية فضلت، لأسباب تتعلق بها، تجاهل هذه التحذيرات، وظلت سيطرتها على سيناء جزئية فقط. ومن المحتمل أن يكون المسؤولون الجدد في مصر اعتقدوا أنه، بعد سقوط حسني مبارك، ستمتنع المجموعات الإرهابية المسيطرة على سيناء من مهاجمة الجنود ورجال الشرطة المصريين.
· لكن، وكما اتضح أمس، لا يوجد فارق كبير، بالنسبة إلى عناصر الجهاد العالمي التابعين للقاعدة، بين الجنود ورجال الشرطة المصريين وبين الجنود ورجال الشرطة الإسرائيليين. وثمة ما هو أكثر من ذلك، ففي نظر هؤلاء الإسلاميين المتطرفين فإن المسلمين في مصر الذين باعوا أنفسهم للغرب وللولايات المتحدة، وأولئك الذين باعوا أنفسهم للشيعة في العراق، وأيضاً الذين باعوا أنفسهم لبشار الأسد في سورية، هم أسوأ بكثير من اليهود ومن الأميركيين.
· ومثلما حدث في أفغانستان وفي العراق، وكما يحدث اليوم في سورية، تحولت سيناء إلى جبهة للجهاد ومحاربة الكفار تجتذب إليها المتطرفين من كل أنحاء العالمين العربي والإسلامي. ويحاول هؤلاء المتطرفون الإسلاميون أن يستغلوا لمصلحتهم الفراغ الأمني الناشىء في سيناء، وغضب القبائل البدوية على السلطات في القاهرة واستعدادها للتعاون معهم لقاء المال.
· إن أجندة هذه المجموعات الإرهابية واضحة، ألا وهي محاربة الكفار والسلطات المصرية التي تتعاون مع الولايات المتحدة وتطبق اتفاق السلام مع إسرائيل. وأبرز دليل على تطرف هذه المجموعات هو عدم ترددها في مهاجمة القوات المسلحة المصرية التي يتولى رئاستها اليوم، ولو بصورة شكلية، الرئيس المصري محمد مرسي، ممثل الإخوان المسلمين في مصر. إذ يبدو أن لا حدود للتطرف.
· وعلى عكس العراق وسورية، لا يوجد للإرهاب الإسلامي الراديكالي في مصر اليوم عنوان واضح أو تنظيم محدد. في الماضي، عرفت مصر مجموعات إرهابية إسلامية كانت تنتمي إلى منظمة الجهاد الإسلامي المصري، وأفراد هذه المجموعة هم الذين اغتالوا أنور السادات سنة 1981، ونفذوا العديد من الهجمات. واليوم برزت مجموعات تنتمي إلى خطهم وتسعى لاستخدام سيناء من أجل نشر التطرف والإرهاب.