قالت مصادر مسؤولة في هيئة تنظيم التظاهرة الشعبية التي أقيمت مساء أول من أمس (السبت) في وسط مدينة تل أبيب، لصحيفة "معاريف" أمس (الأحد)، إن محاولة رئيس حزب "يوجد مستقبل" الصحافي يائير لبيد الظهور بمظهر المبادر إلى هذه التظاهرة هي التي تسببت بإفشالها، وبامتناع جماهير كبيرة من الاشتراك فيها.
وقد أقيمت هذه التظاهرة بمبادرة من منظمة مؤيدي فرض عبء الخدمة العسكرية على الجميع، واتحاد الطلاب الجامعيين في إسرائيل، وقيادة خيم حملة الاحتجاج الاجتماعية وعدة منظمات أخرى، وذلك احتجاجاً على الخطة الاقتصادية التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الفائت، وتتضمن رفع ضريبة القيمة المضافة، ورفع ضريبة الدخل، وزيادة أسعار الوقود وعدة سلع أخرى، وتقليص ميزانيات معظم الوزارات الحكومية، واحتجاجاً على عدم تمكن الحكومة الحالية من بلورة قانون جديد بشأن التجنيد يحل محل قانون التجنيد القديم، ومحل "قانون طال" [الذي ينص على إعفاء الشبان اليهود الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية]، والذي انتهى سريان مفعوله وفقاً للقرار الصادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا القاضي بإلغائه بدءاً من الأول من آب/ أغسطس الحالي. ولقد اشترك في التظاهرة عدة ألوف فقط، وذلك على الرغم من التوقعات بأن تستقطب عشرات الألوف.
وقال أحد هذه المصادر إن لبيد نشر في وسائل الإعلام المتعددة وفي صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك أنه أحد المبادرين إلى هذه التظاهرة، كما أن عشرات النشيطين من حزبه حضروا برفقته إلى المنطقة التي كان من المقرر إجراء التظاهرة فيها في وسط مدينة تل أبيب وساروا وراءه مثل القطيع، وهذا كله يشكل دليلاً على أنه حاول أن يسيطر على تظاهرة لم يكن له أي ضلع في تنظيمها.
وأشار مصدر آخر في هيئة تنظيم التظاهرة إلى أن أشخاصاً كثيرين قرروا عدم الاشتراك فيها لاعتقادهم بأنها تظاهرة تأييد لحزب "يوجد مستقبل"، لا تظاهرة احتجاج على الخطة الاقتصادية الأخيرة للحكومة، وعلى عدم توزيع عبء خدمة الدولة على الجميع بالتساوي.
وتعقيباً على ذلك نفى لبيد، في صفحته الخاصة على شبكة فايسبوك، أن يكون حزب "يوجد مستقبل" حاول السيطرة على التظاهرة. وفي الوقت نفسه أكد أن التظاهرة كانت سياسية، كونها جاءت لتحتج على إجراءات وأوضاع ناجمة عن السياسة الخطأ التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية.