قالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنها تأمل بأن تؤدي الأحداث الدراماتيكية التي وقعت مساء أمس (الأحد) في منطقة الحدود بين كل من إسرائيل ومصر وقطاع غزة إلى تغيير استراتيجي في المقاربة المصرية المتعلقة بالوضع القائم في شبه جزيرة سيناء، وإلى إقناع المسؤولين في القاهرة بضرورة استعادة زمام السيطرة الأمنية على شبه الجزيرة وتطهيرها من العناصر "الإرهابية".
وأضافت هذه المصادر أن الرئيس المصري محمد مرسي أكد لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، خلال زيارتها الأخيرة للقاهرة، أن سلطته مصرة على فرض الأمن والهدوء في سيناء.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن إسرائيل سبق أن سمحت لمصر بإدخال 7 ألويـة عسكرية إلى سيناء، لكن هذه الأخيرة اكتفت حتى الآن بإدخال قوة عسكرية مصرية صغيرة.
كما شددت هذه المصادر على أن ما حدث أمس (الأحد) من شأنه أن يشكل اختباراً لجوهر العلاقات القائمة بين حركة "حماس" في قطاع غزة والسلطة المصرية الجديدة.
على صعيد آخر أشادت المصادر السياسية الإسرائيلية بمستوى التنسيق الأمني القائم بين إسرائيل ومصر، وقالت إن هذا التنسيق استمر بين الجانبين طوال الساعات التي وقعت فيها تلك الأحداث.
وكانت مجموعة "إرهابية" يبدو أنها تنتمي إلى الجهاد العالمي قامت في الساعة الثامنة من مساء أمس (الأحد) بمهاجمة حاجز عسكري للجيش المصري جنوبي مدينة رفح المصرية، وقد ارتدى جزء من أفرادها بزات الجيش المصري.
واستغل أفراد هذه المجموعة قيام جنود الحاجز بتناول إفطار رمضان وشنوا هجوماً مسلحاً عليهم أدى إلى مقتل 16 ضابطاً وجندياً مصرياً وإصابة 7 آخرين بجروح، وسيطروا على سيارتين مدرعتين لنقل الجنود، وحاولوا اقتحام معبر كرم أبو سالم والتوجه نحو الأراضي الإسرائيلية، وقد انفجرت إحدى هاتين السيارتين لدى محاولة اقتحام المعبر، بينما نجحت السيارة الثانية في اقتحامه وبدأ ركابها بإطلاق النار بصورة عشوائية، غير أن طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قامت على الفور بقصف السيارة وتسببت بتفجيرها.
وفور ذلك قامت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي بتمشيط المنطقة، وقتلت عدداً من أفراد المجموعة "الإرهابية" الذين تمكنوا من الفرار من السيارتين المدرعتين.
ووقعت هذه العملية بعد عدة ساعات من قيام الجيش الإسرائيلي بقتل نشيط "إرهابي" في قطاع غزة كان يخطط لتنفيذ عملية مسلحة ضد إسرائيل، بواسطة استهدافه من الجو.
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هذا النشيط يدعى عياد عوكل حجازي (22 عاماً)، وهو من قادة التيار السلفي في لجان المقاومة الشعبية في القطاع. وقد لقي مصرعه لدى إطلاق صاروخ من طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي على دراجة كهربائية كان يقودها في أحد الأحياء الواقعة في غرب مدينة رفح الفلسطينية، وأصيب نشيط آخر كان برفقته بجروح بليغة.
وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن عملية معبر كرم أبو سالم غير مرتبطة على الإطلاق بعملية قتل حجازي.
هذا، وأصدر ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بياناً أعرب فيه بنيامين نتنياهو عن إشادته بالجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام [شاباك] على "العملية الدقيقة التي قاما بها في قطاع غزة واستهدفت خلية إرهابية تابعة للجهاد العالمي خططت لارتكاب عملية مسلحة ضد إسرائيليين في منطقة الحدود الإسرائيلية – المصرية." وقال البيان: "إن على كل من ينوي الاعتداء علينا أن يعلم أن ذراعنا الطويلة ستلاحقه وتجده."
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن العملية في معبر كرم أبو سالم تثبت مرة أخرى الحاجة الماسة إلى أن تُحكم مصر سيطرتها على شبه جزيرة سيناء من أجل فرض الأمن والهدوء فيها.