تحذيرات القادة الأمنيين السابقين من مغبة مهاجمة إيران لا تستند إلى حقائق عينية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 ·       يمكن القول إن المطلعين على أسرار عملية تخطيط شن هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران، في حال وجود عملية تخطيط كهذه، هم قلة قليلة، وإن هذه العملية لا تشمل جميع أعضاء هيئة الأركان العامة، ولا جميع الوزراء، وهي بالتأكيد لا تشمل القادة السابقين للمؤسسة الأمنية.

·       بناء على ذلك فإن التصريحات التي أدلى بها الرئيس السابق لجهاز الموساد [ولـ "مجلس الأمن القومي"] إفرايم هليفي إلى وسائل إعلام أجنبية، وقال فيها إن الأسابيع الـ 12 المقبلة ستكون مصيرية للغاية بالنسبة إلى مستقبل الشرق الأوسط، وإنه لو كان مسؤولاً إيرانياً لشعر بالقلق جراء ذلك، هي تصريحات ناجمة عن تقديرات مهنية لا عن اطلاع على حقائق عينية.

·       وعلى ما يبدو فإن هليفي نفسه أدرك أن تصريحاته هذه تسببت بحالة هلع غير مبررة في صفوف الجمهور الإسرائيلي العريض، ولذا حرص في سياق مقابلة أدلى بها أمس (السبت) إلى قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية على تأكيد أن القصد من تصريحاته هو التشديد على أن الأوضاع العامة في الشرق الأوسط صعبة ويمكن أن تتدهور نحو الأسوأ، وعلى أن إسرائيل لن تُقدم على مهاجمة إيران من دون دعم الولايات المتحدة. كما حرص على أن يشدد على أن البرنامج النووي الإيراني لا يشكل تهديداً مصيرياً لوجود دولة إسرائيل.

·       كذلك يمكن القول إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] أهارون زئيفي فركاش، والتي قال فيها إن إسرائيل ستهاجم إيران في غضون أسابيع أو أشهر قليلة، ناجمة هي أيضاً عن تقديرات مهنية لا عن اطلاع على حقائق عينية.

 

·       مع ذلك لا يجوز أن نسقط من الحساب أن تصريحات مثل تلك التي أطلقها هليفي وفركاش تهدف إلى إبداء القلق من مغبة إقدام إسرائيل على شنّ هجوم على إيران من دون دعم الولايات المتحدة، وإلى إثارة اهتمام الرأي العام في إسرائيل وفي العالم كافة بمصير البرنامج النووي الإيراني. كذلك لا يجوز أن نستبعد أن هذه التصريحات من شأنها أن تقوض ثقة الإيرانيين بنفسهم، وأن تجعل الأميركيين أكثر إصراراً على اتخاذ مواقف صارمة إزاء الموضوع الإيراني.