غونتر غراس ليس ظاهرة استثنائية في ألمانيا فيما يتعلق بالموقف إزاء إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       منذ أن نشر الكاتب الألماني غونتر غراس قصيدته التي اتهم فيها إسرائيل بأنها تهدد السلام العالمي، وهو عرضة للشجب والإدانة في ألمانيا. وقد أكد جميع الذين شجبوا أقواله أنه تجاوز الخطوط الحمر، وأنه يمثل ألمانيا القديمة.

·       لا أعتقد أن غراس يمثل ألمانيا القديمة، ذلك بأن استطلاعات الرأي العام التي تجري في هذه الدولة منذ أكثر من عقد تثبت أنها قد عادت إلى فترة العصور الظلامية. فمثلاً بيّن الاستطلاع الذي أجرته جامعة بيلفيلد في سنة 2004 أن 50٪ من الألمان يعتقدون أن إسرائيل تعامل الفلسطينيين كما عامل النازيون اليهود في إبان الحرب العالمية الثانية، وقال 68٪ منهم إن إسرائيل تشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني.

·       وبيّن استطلاع آخر أجراه البرلمان الألماني في كانون الثاني/ يناير الفائت أن 40٪ من الألمان يعتقدون أن إسرائيل تتصرف مثل النازيين، بينما أكد 60٪ منهم أنها تشن حرب إبادة على الفلسطينيين. وبينت استطلاعات أخرى أن أغلبية الألمان تعتقد أن إسرائيل تهدد السلام العالمي. وهذا هو بالضبط ما كان يعتقد به الألمان بشأن اليهود في أواخر ثلاثينيات القرن الفائت، وما يعتقد به غراس بشأن إسرائيل في الوقت الحالي.

بناء على ذلك، لا بد من القول إن غراس لا يشكل ظاهرة استثنائية في ألمانيا في كل ما يتعلق بالموقف من إسرائيل، وإنما يعبر عما تفكر به أغلبية الألمان، وربما أغلبية الرأي العام في دول أوروبية أخرى. صحيح أن غراس عندما خدم في الجناح العسكري المقاتل لجهاز إس إس النازي كان يمثل ألمانيا القديمة، إلاّ إنه بآرائه التي عبر عنها في قصيدته يمثل ألمانيا الجديدة أيضاً.