بعد مرور خمسة أعوام: الجيش الإسرائيلي يستعد للحرب المقبلة
تاريخ المقال
المصدر
- بعد مرور خمسة أعوام على حرب لبنان التي خلّفت شعوراً بالمرارة داخل الجيش الإسرائيلي وأحدثت زلزالاً في كل ما يتعلق بالتخطيط والتدريب والإعداد العسكري، تدرك قيادة هيئة الأركان العامة للجيش إدراكاً عميقاً أن حرب لبنان الثالثة ستكون مختلفة تماماً، إذ ستجري وسط منطقة سكنية، وستكون ضد منظومات مضادة للطائرات، وستُقصف إسرائيل خلالها بآلاف الصواريخ الموجهة إلى عمقها بما في ذلك تل أبيب.
- وإلى أن يحين موعد الحرب المقبلة، يبدي العسكريون في إسرائيل رضاهم عن الهدوء النسبي السائد، ويتابعون عن كثب تسلح حزب الله والانتهاكات لقرار مجلس الأمن 1701 الذي أوقف الحرب الماضية. كذلك تخوض القيادة العسكرية حرباً سرية هدفها الأساسي الحفاظ على عنصر المفاجأة في مواجهة التنظيم الشيعي ومخططاته.
- وصادف خلال هذا الأسبوع أيضاً قيام قيادة المنطقة الشمالية بعمليات تغيير وتبديل في القيادة، فحل مكان اللواء غادي أيزنكوت اللواء يئير غولن الذي قال في هذه المناسبة: "لقد أوجدنا واقعاً أمنياً جديداً هو الأفضل منذ قيام الدولة".
- وفي الواقع تشير الأرقام إلى أنه منذ حرب 2006، شهدت الحدود الشمالية سقوط عشرة صواريخ أطلقتها تنظيمات تابعة للجهاد العالمي، أدت إلى إصابة أحد الإسرائيليين بجروح طفيفة. ويمكن أن نضيف إلى ذلك حدوث احتكاكين مع الجيش اللبناني قُتل خلال أحدهما أحد حراس الحدود، وهو دوف هراري، في حين لم تسجَّل أية إصابات في صفوف حزب الله.
- وأشار مصدر عسكري للصحيفة إلى أنه خلال الأعوام الماضية تسنت لحزب الله أكثر من فرصة لمهاجمة إسرائيل لكنه امتنع من ذلك، ولا أحد في قيادة الجيش يستطيع أن يعرف متى سينهار هذا الهدوء. صحيح أن حزب الله يواجه مشكلات داخلية، لكنه لم يتوقف عن الإعداد للمواجهة المقبلة ضد إسرائيل، وهو يواصل بتوجيه من إيران وبمساعدة من سورية، تحسين نوعية الصواريخ التي لديه وزيادة عددها. وإذا كان يملك الحزب في سنة 2006 نحو 25 ألف صاروخ، فإنه اليوم يملك ثلاثة أضعاف هذا العدد.
- لا يعطي المسؤولون العسكريون تفصيلات تتعلق بالتحضيرات التي يقومون بها للحرب المقبلة، لكن انطلاقاً من الكلام القليل الذي نسمعه، فإن هناك حديثاً عن إقامة وحدتين عسكريتين وعن تغيير جوهري في الخطط العملانية التي تتلاءم مع طبيعة القتال في لبنان. كذلك قام الجيش بتدريبات على المواجهة المقبلة، مثل التدرب على القتال داخل المحميات الطبيعية [التي يختبىء في داخلها مقاتلو الحزب]، ومواجهة المقاتلين الذين يتنقلون على الدراجات، وإطلاق صواريخ مضادة للطائرات، وتنفيذ عمليات تحت الأرض.
- حالياً يعرف الجيش الإسرائيلي حزب الله بصورة أفضل مما كان يعرفه سنة 2006، فتم تحديث بنك الأهداف وتزويده بمئات المواقع وبعدد كبير من الأهداف، وبات في مقدور الجيش إنزال ضربة كبيرة بحزب الله، وهو لن يتردد في القيام ذلك.
- وتخوض القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي معركة سرية لا يتحدث عنها أحد وتقوم على شن حرب نفسية. ويقول مصدر عسكري كبير: "لا يمكننا انتظار الحرب، علينا أن نتحرك بذكاء حتى ذلك الوقت، وأن نمرر الرسائل، وأن نضع قيوداً واضحة."