"حرب لبنان الثانية" رسخت قواعد لعبة جديدة في الشرق الأوسط
تاريخ المقال
المصدر
- لا شك في أن "حرب لبنان الثانية"، التي تصادف اليوم 12 تموز/يوليو 2011 ذكرى مرور خمسة أعوام عليها، أنجزت جزءاً من الأهداف التي كُلّف الجيش الإسرائيلي تحقيقها، في حين أن جزءاً آخر من هذه الأهداف لم يتحقق بالكامل.
- وما يتأكد الآن أكثر من أي وقت مضى، في ضوء عملية التغيير التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، هو أن قوة الردع الإسرائيلية ثابتة وقوية، وهذا ما يبرهن عليه انعدام أي وجود لحزب الله في منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان، ونشر قوات الجيش اللبناني مع قوات الطوارئ الدولية [اليونيفيل] في منطقة الجنوب اللبناني.
- ومع ذلك لا بد من القول إن قدرة حزب الله تعاظمت كثيراً، وأصبح مؤخراً جزءاً من السلطة اللبنانية، الأمر الذي يدل على ازدياد قوة هذا الحزب من الناحية السياسية، لكنه في الوقت نفسه يدل على حقيقة أنه بات يتحمل المسؤولية عن الدولة اللبنانية برمتها، وهذا ما يمكن أن يردعه عن الإقدام على أي تصرّف غير مسؤول.
- من ناحية أخرى، لا بد من القول أيضاً إن "حرب لبنان الثانية" عكست ردة فعل إسرائيلية تجاوزت كل التوقعات لدى الخصم، وهذا الأمر رسّخ قواعد لعبة جديدة في الشرق الأوسط، ووفقاً لها أصبح الجانب الآخر يدرك جيداً أنه لا يمكن الرهان مطلقاً على ضبط النفس الإسرائيلي. في الوقت نفسه استخلص الجيش الإسرائيلي عدة دروس من هذه الحرب وطبق معظمها في أثناء حملة "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة [في شتاء 2009]. وبناء على ذلك ليس من المبالغة القول إن إسرائيل وجيشها أصبحا الآن قويين بما فيه الكفاية لمواجهة كل التهديدات المحتملة في منطقتنا.