إنهاء الحرب الأهلية السورية سيكون بالحسم العسكري وليس بالمفاوضات
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • كلما اقترب الرئيس باراك أوباما من ساعة الحقيقة التي سيقرر فيها الكونغرس ما إذا كانت الولايات المتحدة ستهاجم النظام في سورية أم لا، تتزايد الأصوات المطالبة بحل سياسي.
  • لكن بعد عامين ونصف العام من الصراع الدموي يمكننا القول إن الحرب الأهلية في سورية ستحسم في ساحات القتال وليس حول طاولة المفاوضات، والذي سينهي الحرب هو الانتصار العسكري لطرف على الطرف الآخر، وليس اتفاق سلام تبدو احتمالات تطبيقه معدومة.
  • لقد كان في إمكان بشار التوصل إلى تسوية، كما فعل مبارك حينما تخلى عن منصبه، وذلك عندما كانت الحركة الاحتجاجية في سورية في بدايتها ولم يكن عدد القتلى يتجاوز أصابع اليد الواحدة. لكن نظراً إلى كونه من المؤمنين بعقيدة استخدام النظام السوري القوة ومن المخلصين لتراث والده حافظ الأسد، فقد فضل إرسال دباباته وجنوده لتفريق المتظاهرين ضده. وعندما اشتعلت النيران في كل أنحاء سورية، فضل الأسد مثلما فعل نيرون، البقاء في قصره ومشاهدة النيران المشتعلة.
  • عندما نشبت الثورة في سورية كان في الإمكان التوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف كلها بمن فيهم بشار وأفراد عائلته وأبناء طائفته من العلويين. لكن بعد مرور عامين ونصف العام من القتال الشرس والعنيد، فإن مثل هذه التسوية لم يعد ممكناً، فهناك سيل من الدماء يفصل بين النظام ومعارضيه، إنها دماء أكثر من 100,000 سوري، فضلاً عن التطرف الذي حدث بين صفوف الثوار والمجموعات الإسلامية الراديكالية الجهادية.
  • يدرك الأسد أنه في ظل الظروف الحالية لا يستطيع إعلان انسحابه من الحياة السياسية لأن أي علامة تنمّ عن ضعف شخصي أو فتور في العزيمة يمكن أن تؤدي إلى انهيار نظامه.
  • لقد كان الأسد وسيبقى براغماتياً ومنطقياً، وفي حال قدموا له اقتراحاً غامضاً يمنحه الوقت ويزيل عنه خطر الهجوم الأميركي مقابل قبوله المبدئي بالتخلص من سلاحه الكيميائي بمساعدة
    روسيا، فلا سبب يمنعه من الموافقة على ذلك.
  • ولكن من الصعب أن نصدق أن الأسد الذي ما يزال يؤمن حقاً بأن قدره هو حكم سورية والذي لم يردعه شيء عن خوض حرب مدمرة ضد الثوار، سوف يرتدع في اللحظة الأخيرة، خاصة وأنه يرى ضوء الانتصار في نهاية النفق.