أحد أهم الدروس التي يجب استخلاصها من حرب 73: عدم رفض أي مبادرة سلام عربية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

  • تحيي إسرائيل في نهاية الأسبوع الحالي الذكرى السنوية الـ40 [حسب التقويم العبري] لحرب يوم الغفران [حرب تشرين/ أكتوبر 1973]. ومن المهم جداً في هذه المناسبة أن نستخلص أربعة دروس أساسية من هذه الحرب.
  • الدرس الأول ولعله الأهم أنه لا يجوز لإسرائيل رفض أي مبادرة سلام تصدر عن الجانب العربي، كما فعلت رئيسة الحكومة الإسرائيلية في حرب يوم الغفران غولدا مئير التي رفضت مبادرة سلام عرضها عليها الرئيس المصري السابق أنور السادات بواسطة الولايات المتحدة، وكلفنا رفضها هذا ثمناً باهظاً للغاية. وبرأيي، فإن استمرار تغاضي إسرائيل عن مبادرة السلام العربية تكرار للخطأ الفادح الذي ارتكب عشية حرب 73.
  • الدرس الثاني أنه لا يمكن الاعتماد فقط على ما يقوله الأميركيون بل يجب أن تكون قراراتنا مستقلة تماماً ونابعة من مصالحنا الخاصة. ومعروف أنه عشية اندلاع حرب 73 جرى التوصل إلى تفاهمات بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون تقضي بإرجاء القيام بضربة عسكرية إسرائيلية استباقية رداً على تأهب مصر وسورية لمهاجمة إسرائيل بغية منح فرصة للجهود الدبلوماسية. وبناء على هذه التفاهمات رفضت الحكومة الإسرائيلية خطة قدمها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت الجنرال دافيد إليعيزر تتضمن تجنيد أربع فرق من تشكيلات الاحتياط ووضع سلاح الجو في حالة تأهب قصوى للقيام بهجمات وقائية، وتسبب رفض هذه الخطة بتكبيد إسرائيل خسائر فادحة منذ أول أيام الحرب. 
  • الدرس الثالث أنه لا يجوز الاتكال على الثقة المفرطة بالقوة وبالنفس. هنا تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي عانى خلال حرب 73 من مستوى جهوزية متدن سواء على المستوى العملاني أو حتى على مستوى الوسائل القتالية، ويعود أحد أسباب ذلك إلى مشاعر النشوة التي انتابت قيادة الجيش بعد الانتصار الذي حققته في حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967].
  • الدرس الرابع أنه يجب تجهيز الجيش الإسرائيلي لأي حرب قد يخوضها على أساس القوة التي يمتلكها العدو الذي سنحاربه لا بناء على تقديراتنا لنياته. ففي إثر حرب 67 راجت لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقديرات بشأن قوة مصر وجيشها تتعلق بالنيات أكثر مما تتعلق بقوتهما الحقيقية، وفي مقدمها التقدير بأن مصر لم تعد قادرة على شن حرب ضد إسرائيل. وقد سمعت بنفسي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي ["أمان"] اللواء إيلي زاعيرا يقول لدورة ضباط من فرقة المظليين إن مصر باتت دولة يُرثى لها.