ليس المهم مطالبة مجلس النواب الأردني بطرد السفير الإسرائيلي، إنما المهم ما يقرره الملك
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       يمكن وصف القرار الذي اتخذه البرلمان الأردني أمس، والقاضي بطرد السفير الإسرائيلي، واستدعاء المملكة السفير الأردني في إسرائيل، بأنه ليس جيداً، ولا سيئاً.

·       فالمعروف أن البرلمان الأردني هيئة معارضة لا يعدو تأثيرها التنفيس عن غصبها. ففي إثر الثورات العربية، أصبحت الانتخابات في الأردن أكثر انفتاحاً وأكثر ديمقراطية، لكن أكثر إسلامية. ويجب أن نعرف أن لا علاقة للبرلمان الأردني بإدارة الدولة، لذا فإن كل ما تبقّى له هو أن يُظهر مدى مواجهته للحكومة وللمملكة.

·       وممّا لا شك فيه أن الأحداث التي وقعت في القدس تؤثر في الشارع الأردني، وهي قادرة على خلق حالة من الغليان. وبالنسبة إلى إسرائيل والحكم الأردني فمن الأفضل أن يبقى الغليان في البرلمان بدلاً من أن يكون في الشارع.

·       لقد ساهمت وسائل الإعلام الأردنية أمس في تأجيج المشاعر من خلال الطريقة التي نقلت فيها الأحداث التي وقعت في جبل الهيكل. فبالنسبة إلى هذا الإعلام، فإن إسرائيل اعتقلت المفتي، ومنعت المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى، واقتحم المستوطنون المسجد الأقصى. وفي الواقع فإن البرلمان الأردني لا يهمه يوم القدس بصورة خاصة، وهو يعتبره فرصة لتأجيج المشاعر.

·       واستُدعي أمس السفير الإسرائيلي في الأردن، داني نفو، وهو الذي لديه علاقات قوية مع الأردن منذ أعوام، إلى وزارة الخارجية الأردنية. ونظراً إلى وجود وزير الخارجية الأردني خارج المملكة، فقد تحدث إليه وزير الداخلية، وكانت أجواء الاجتماع جيدة، ولم يكن هناك احتجاج ولا تهديد، ولم يقم داني نفو بحزم أمتعته.

·       لقد سبق أن اختبرت هذا الأمر عندما كنت سفيراً لأربعة أعوام في موريتانيا. ففي إحدى المرات طالب رئيس البرلمان بطردي من البلد، وفي مرة أُخرى طالب رئيس مجلس الشيوخ بذلك، وبلّغتني السلطات الموريتانية أن هذه هي طريقة للتخفيف من الاحتقان، وأن المهم ما يقوله الرئيس. أمّا بالنسبة إلى الأردن فإن المهم هو ما يقوله الملك، وما يحدث في الشارع بصورة خاصة.

 

·       إن الأمر الوحيد الذي علينا أن نحفظه من هذه الحادثة هو أن كل خطوة نقوم بها في القدس لها انعكاسات مباشرة على العالم العربي. ومن هنا فإن يوم القدس هو يوم عيد بالنسبة إلينا، لكنه يوم حزن بالنسبة إلى العرب.