· يبدو أن خوف الحكومة الإسرائيلية من التصدي لشبيبة المستوطنين [القاطنين في الضفة الغربية المحتلة]، كما تجلى في وقائع "يوم الغضب" الذي أعلنه المستوطنون يوم الخميس الفائت في أنحاء متعددة من إسرائيل ومناطق الضفة الغربية [رداً على هدم ثلاثة بيوت في البؤرة الاستيطانية غير القانونية "حافات غلعاد" في الخليل]، يجعل هؤلاء أشبه بالحزام الناسف. وليس من المبالغة القول إن خطر انفجار هذا الحزام بات مقلقاً أكثر من الخطر الإيراني، أو من خطر تعاظم قوة "الإخوان المسلمين" عقب الثورات في الدول المجاورة.
· إن ما يجب فعله إزاء هذه الشبيبة هو إعلان أنها تشكل خطراً أمنياً من الدرجة الأولى، ومعالجة هذا الخطر بالشكل الملائم، والكف عن الخوف منها، والقيام بفرض أحكام القانون الإسرائيلي عليها بدلاً من قيامها بفرض قوانينها على الديمقراطية الإسرائيلية وعلى مستقبلها.
· ولا بد من القول إنه لن تكون هناك أي أهمية لتعيين مستشار جديد لشؤون الأمن القومي، أو لأي خطاب جريء ينوي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يلقيه على مسامع الأميركيين، ما دام لا يملك الجرأة الكافية كي يعتبر شبيبة المستوطنين خطراً أمنياً يجب التصدي له. وإذا لم يفعل ذلك فإنه سيبقى رهينة في يد المستوطنين.
· كما أنه لا بد من القول إن معظم الإسرائيليين يتغاضى عن مشكلة المستوطنين وعن مخالفاتهم، وذلك في الوقت الذي يتغير فيه العالم المحيط بنا، ويخرج المتظاهرون إلى الشوارع وهم مسلحون بالأمل في إحداث تغيير. وبناء على ذلك، فإن الوقت قد حان كي نقف صفاً واحداً في مقابل المستوطنين، وكي نكف عن التعويل على زعامتنا.