أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أمس (الأحد) أنه لا يوجد أي عائق تقني يحول دون استئناف ضخ الغاز الطبيعي من مصر إلى إسرائيل عبر الأنبوب الخاص الذي يمر في شبه جزيرة سيناء. وقد توقف ضخ الغاز في هذا الأنبوب عقب تعرّض أنبوب آخر قريب منه قبل نحو شهر لانفجار أسفر عن إلحاق أضرار كبيرة به، لكن السلطات المصرية قامت في حينه بوقف ضخ الغاز في الأنبوبين. وأضافت المصادر نفسها أن ادعاء المصريين وجود مشكلات تقنية هو مجرد حجة، وأن السبب الحقيقي وراء عدم استئناف ضخ الغاز هو وجود رغبة قوية لديهم في تجنب القيام بأي أعمال يمكن أن تفسر بأنها مبادرات حسن نية سياسية إزاء إسرائيل.
وقد أجرى مسؤولون كبار في إسرائيل في الأيام القليلة الفائتة اتصالات بمسؤولين كبار في مصر لحل مشكلة تزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي. وفي إطار ذلك أجرى السفير الإسرائيلي في القاهرة اتصالاً بأحد كبار الموظفين في ديوان وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي، الذي يقف على رأس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبموظفين كبار آخرين مطالباً بتنفيذ الالتزام المتعلق بتزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي. كما وجه مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الإسرائيلية طلبات في هذا الشأن إلى المسؤولين في وزارة الدفاع المصرية. ويأمل المسؤولون في إسرائيل بأن تحل هذه المشكلة لدى تشكيل حكومة جديدة في مصر وتعيين وزير جديد للنفط.
كذلك من المتوقع أن يقوم رئيس القسم السياسي - الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد، الذي تردد اسمه مؤخراً باعتباره مرشحاً لتولي منصب رئيس "مجلس الأمن القومي"، قريباً، بزيارة خاصة لمصر تهدف إلى معالجة قضية الغاز الطبيعي، وإلى الحفاظ على معاهدة السلام الإسرائيلية - المصرية في ظل تغير السلطة.
تجد الإشارة إلى أن المقصود هو الأنبوب الخاص الذي يمتد من مدينة العريش المصرية إلى مستودع خاص بالقرب من مدينة عسقلان [أشكلون]. والغاز الطبيعي الذي يُضخ فيه يعود إلى شركة EMG التي تعمل في إنتاج الغاز الطبيعي وتصديره من مصر إلى الشرق الأوسط وأوروبا، والتي تقع مكاتبها المركزية في العاصمة المصرية القاهرة. وتقوم مصر بتزويد إسرائيل بنحو 40٪ من الغاز الطبيعي الذي تستهلكه، في حين أن النسبة المتبقية تتزود بها من حقل "تاتيس" بالقرب من مدينة أسدود في عرض البحر الأبيض المتوسط، والذي تستثمره شركات خاصة إسرائيلية وأميركية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (7/3/2011) عن مصدر حكومي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنه لا توجد حتى الآن أي إشارات تؤكد احتمال استئناف ضخ الغاز الطبيعي من مصر إلى إسرائيل قريباً، في حين أن مصادر في شركةEMG أكدت أن ضخ الغاز سيُستأنف في غضون فترة قصيرة. وأشارت الصحيفة إلى أن الأميركيين يقومون من وراء الكواليس بجهود وساطة من أجل استئناف ضخ الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل في أقرب فرصة ممكنة.
مصادر إسرائيلية رسمية: عدم استئناف ضخ الغاز الطبيعي من مصر إلى إسرائيل يعود إلى أسباب سياسية
تاريخ المقال
المصدر