إسرائيل هي الرصيد الاستراتيجي الوحيد للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       لا تزال الاضطربات التي يشهدها الشرق الأوسط في بدايتها، وليس واضحاً ما ستسفر عنه مستقبلاً. أمّا بالنسبة إلى "الثورات" التي بدأت، فمن الصعب معرفة كيف ستتطور ومتى ستنتهي وكيف. وثمة تكهنات بشأن ثورات قد تقع في دول أُخرى.

·       لكن، حالياً، تبرز من وجهة نظر إسرائيلية، نقطتان إيجابيتان: النقطة الأولى، هي إعلامية ـ سياسية، فمنذ وصول إدارة أوباما إلى الحكم كانت وجهة نظرها الأساسية إزاء الشرق الأوسط هي أن سبب كل مصائب العالم العربي هو النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن المصلحة العليا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تقتضي التوصل إلى حل هذا النزاع ووضع حد له.

·       ولم تستطع الولايات المتحدة، حتى الآن، قيادة المعسكر العربي المعتدل للوقوف في وجه إيران، في حين يتحول البناء في أي حي من أحياء القدس الشرقية إلى أهم موضوع يتطلب معالجة من الدبلوماسية الأميركية.

·       ويقف وراء هذه النظرة الافتراض القائل إن أكثر ما يضايق الحكام العرب والشعوب العربية هو المشكلة الفلسطينية. ويقوم هذا الافتراض على التعامي عن مشكلات العالم العربي الأساسية وتجاهلها، كما يشكل ذريعة سخيفة لتبرير تهرب الولايات المتحدة من المواجهة الحقيقية مع إيران، ومن إنشاء جبهة عربية فاعلة موالية للغرب.

·       لقد كشفت الاضطرابات في العالم العربي حقائق أُخرى كثيرة كانت الولايات المتحدة والغرب (بالإضافة إلى كثيرين عندنا) يفضلان تجاهلها، ومنها أن مبارك حاكم مستبد نهب أموال الشعب المصري، وأن النظام في مصر نظام ديكتاتوري، وأن الحاكم الليبي قاتل ومجنون ويعرف كيف يشتري بأمواله الدول والمؤسسات الأكاديمية الأوروبية.

·       لم أر ولم أسمع أو أشاهد أي هتاف لجماهير المتظاهرين في العالم العربي يطالب بحل القضية الفلسطينية. وكي لا يكون هناك أي سوء فهم، فإن الجماهير في الدول العربية تكره إسرائيل، وتعتبرها رأس حربة للغرب، لكن الفلسطينيين ومشكلاتهم لا يعنون شيئاً بالنسبة إلى هذه الجماهير.

·       أمّا النقطة الثانية، فهي أن الولايات المتحدة والغرب يواجهان، في ظل الغموض والاضطرابات، معضلة الاختيار بين الديمقراطية والاستقرار، بمعنى آخر الحكام المستبدين الذين يؤمنون الاستقرار. هناك دول عربية يمكن أن تتحول إلى ديمقراطيات من طراز شرق أوسطي مثل العراق، لكن يبدو واضحاً أنه لن يكون هناك استقرار. إذ قد تصبح مصر ديمقراطية لكنها لن تكون مستقرة، والسعودية لا تزال حتى الآن مستقرة لكنها غير ديمقراطية، وينطبق هذا أيضاً على سائر الدول العربية. إن الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هي إسرائيل، فهي ديمقراطية ومستقرة وقوية وحليفة للولايات المتحدة الوثقى.

·       لقد سمعنا في الأعوام الأخيرة أصوات في واشنطن تقول إن إسرائيل تحولت إلى عبء استراتيجي، لكن الوقائع أثبتت عكس ذلك تماماً، وأكدت أن إسرائيل هي الرصيد الاستراتيجي الوحيد للولايات المتحدة في الشرق الأوسط الغني بالنفط.

·       هل هذا يعني البقاء مكتوفي الأيدي على صعيد التسويات السياسية؟ طبعاً لا. إن كل خطة أو مبادرة حكيمة للتسوية مع الفلسطينيين هي أمر مرحب به. لكن علينا أن نفعل ذلك ضمن إطار الحفاظ على المصالح الأمنية. إن الذين يدعون حالياً إلى التفاوض مع سورية (وهم يعرفون أن الثمن هو التنازل عن هضبة الجولان)، عليهم انتظار جلاء الغموض الذي يسود المنطقة.